إعادة فتح المدارس في طويلة تعيد للأطفال الاستقرار والشفاء والأمل

(طويلة) 15 ديسمبر 2025 – ضحكات تتسرّب من النوافذ المفتوحة، وصفوف مكتظة بأطفال متحمسين. بعد سنوات من النزاع والنزوح، بدأت الأسر التي فرت من القتال في الفاشر ترى أطفالها يعودون إلى مقاعد الدراسة أخيرًا.
بالنسبة لهؤلاء الأطفال، المدرسة أكثر من مجرد دروس. هي حماية من العنف والاستغلال والإساءة، وهي مساحة آمنة للّعب والتواصل مع الأصدقاء واستعادة قدر من الحياة الطبيعية بعد سنوات من الاضطراب.
يتقدّم الأهالي ومقدّمو الرعاية الصفوف – يسجّلون أطفالهم، يعبّئون الجيران، ويحرصون على أن يعود كل طفل في سنّ المدرسة إلى مكانه الطبيعي. وبفضل دعم الشركاء، ومن ضمنهم اليونيسف، يعود آلاف الأطفال في طويلة إلى الصفوف الدراسية للمرة الأولى منذ سنوات.
اليوم الأول… أخيرًا
تجلس آية البالغة من العمر 7 أعوام بهدوء بين زميلاتها الجدد. هذا أول يوم لها في المدرسة على الإطلاق – أمر كانت المعارك في منطقتها تمنعه.
بعينيها الواسعتين وابتسامتها الخفيفة، تهمس: “بتمنى يكون عندي شنطة أحط فيها كتبي وأقلامي.”

بالقرب منها، تبتسم يسرى ذات التسعة أعوام وهي تستقر في مقعدها. كانت تحب المدرسة في منطقتها، لكن النزاع أنهى رحلتها التعليمية بشكل مفاجئ. وصولها إلى طويلة وسماعها بإعادة فتح المدارس كان أشبه بمعجزة. واليوم، تعود إلى الصف – ويعود معها الأمل.
أزمة تعلم متفاقمة
في جميع أنحاء السودان، تتفاقم أزمة التعلّم. أكثر من 80 في المئة من الأطفال في سنّ المدرسة خارج مقاعد الدراسة. كثيرون تعرضوا للنزوح مرات عدة، ومئات المدارس تضررت أو تحوّلت إلى مراكز إيواء. وحتى المدارس التي ما زالت تفتح أبوابها، يبقى الوصول إليها محدودًا جدًا.
ملايين الأطفال مهددون بالتخلّف الدراسي – أو بعدم العودة إلى المدرسة على الإطلاق.
التعليم: شريان حياة خلال النزاع
على الرغم من التحديات، تبذل المجتمعات في طويلة كل ما بوسعها للحفاظ على استمرارية التعلّم. تعطي اليونيسف الأولوية لإعادة فتح المدارس، ودعم المعلّمين والأسر، وتوزيع المستلزمات التعليمية الأساسية – الكتب والأقلام ومواد التدريس والأنشطة الترفيهية – ليتمكن الأطفال النازحون من متابعة تعليمهم.
تقول ليلى أحمد، مسؤولة إدارة المعلومات في اليونيسف: “استقبلنا عددًا كبيرًا من الأطفال في المدارس التي أعيد فتحها.”
وتضيف: “بالنسبة لهؤلاء الأطفال، المدرسة ليست فقط مكانًا للتعلّم. هي مساحة آمنة للّعب، وتكوين صداقات جديدة، والغناء، والضحك – وكل ذلك مهم جدًا لشفائهم.”
وصل مرتضى، ذو الـ 11 عامًا، قبل أيام فقط. وبعد ثلاث سنوات عالقًا في الصف الثاني بسبب النزاع والنزوح، يمكنه أخيرًا اللحاق بزملائه.

أحلام تصمد رغم النزاع
تمسك سمر ذات الأعوام السبعة قلمها ودفترها بإحكام بينما تتجه إلى الصف. تحلم بأن تصبح معلّمة: “لأشارك المعرفة وأساعد الأطفال على التعلّم حتى في الظروف الصعبة كهذه.
“وراء كل طفل في طويلة قصة فقدان — لكنها أيضًا قصة قوة وقدرة على التكيّف.
ومع استمرار العنف في تهجير آلاف الأسر، تعمل اليونيسف على توسيع نطاق دعمها لضمان حصول الأطفال على التعليم، والحماية، والخدمات الصحية، والدعم النفسي والاجتماعي. وبالنسبة للأسر التي فقدت كل شيء تقريبًا، فإن العودة إلى المدرسة تمنحهم الاستقرار والكرامة وطريقًا نحو الشفاء.



