“فلنتحد من أجل السلام”.. نساء السودان يطالبن بوقف العنف ضد المرأة

(كمبالا) – مزنة محمد – تصوير – محمد التاج
شهدت العاصمة الأوغندية كمبالا يوم الأربعاء الماضي، ندوة لمناصرة قضايا النساء ومناهضة العنف ضدهن، بعنوان “فلنتحد من أجل السلام، نساء السودان يطالبن بوقف العنف” نظمتها منظمة سيما لحماية حقوق المرأة والطفل.
وجاءت الندوة التي شارك فيها حقوقيات وصحفيات وناشطات، دعمًا لحملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، التي تزامنت مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يصادف 10 ديسمبر.
استهل الحضور الأمسية بإبراز اللون البرتقالي عند مدخل القاعة، إلى جانب تزيين المعاصم بأساور من ذات اللون صممتها احدى الناجيات من ويلات الحرب، كما لم تخلو الأمسية من حلوى “القنقليز” المصنوعة من فاكهة التبلدي الشهيرة، إذ أعادت تلك الطقوس لمحات من السودان الذي يشهد قتالا مدمرّا.

ووصف منظمو الندوة بأنها مشروع انساني يهدف لجمع الناس و توحيد كلمتهم و تغذية وعيهم ليهتفوا بصوت السلام و معهم ليكن جزءا من حياتهم اليومية في المنافي.
ووجد آلاف اللاجئين السودانين ملاذًا في دولة أوغندا التي استقبلتهم بصدر رحبت بهم ووفرت لهم مساحات لم تتوفر في كثير من البلدان التي فروا إليها جراء الحرب المستعرة منذ أبريل 2023.
وقالت سهى جمال، منسقة الخدمات الصحية في منظمة سيما، إن الفكرة الأساسية من المشروع تكمن في أن هناك حوجة حقيقية لمناهضة العنف ضد النساء في السودان، و خصوصا بعد ما تعرضن له في الحرب من انتهاكات و استخدامهن كسلاح حرب.
وأضافت في حديثها لـ “دروب” أنهم اختاروا عنوان الندوة بعناية، لأنه يجمع بين حقوق الإنسان عموما، و الدور الذي تقوم به النساء في إنهاء العنف.
وشددت على أن ذلك كله “أملا في الوصول لهدف أكبر، و هو تحقيق السلام في السودان”.

كانت شعلة “ثورة ديسمبر المجيدة” حاضرة في الأمسية التي حوت معرضًا بصريًا ضم ثلاثين صورة لفتيات لقين حتفهن أثناء الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير.
وعن سلاح الوصمة المجتمعية الذي يشكل أكبر تهديدا للمرأة، قالت الطبيبة النفسية بالمنظمة، ايناس عادل، إن “تعرضك للانتهاك لا يعيبك بل يعيب المنتهك” و مع زيادة أعداد الضحايا أصبح المعتدي يعتدي ليسقط على الضحية الوصمة.
وذكرت في مقابلة مع “دروب” بتناولنا لهذا الجانب و خلق مساحات لمناقشته والتوعية به، ننزع من المعتدي سلاحه الأقوى.
تخللت الأمسية جلسة قهوة سودانية تقليدية، نوقش فيها قضايا عدة، كما احتلت “الراكوبة” مساحة صغيرة أركانها أعواد الشجر و سقفها من القش أو القماش مفتوحة و لكن آمنة تقي الناس الحر و المطر، وتوسط الراكوبة صندوق القهوة المصنوع من الخشب، توضع فيه جميع مستلزمات القهوة و تجلس إلى جانبه صانعة القهوة، و كانت المساحة قد زُينت بزينة “أطباق القش الملونة السودانية.
في أنحاء “الراكوبة” وضعت كراسٍ تقليدية خشبية قصيرة و صغيرة الحجم “بنابر” لتنبض القلوب بمشهد وطنٍ سلميّ مصغر، أحضانه رحيبة و مفتوح من كل الجهات و لكن رغم ذلك؛ يُخجل الحرب أمنًا.
وكان موضوع “الفن و تأثيره على القضايا” جزءً من الأمسية حيث غذت الفنانة، زوبة شبن، معنى السلام ببعض الأغنيات، و عزف لها على أوتار الحنين الفنان المسرحي و الموسيقي، أحمد هارون، بمشاركة عدد من هواة الفن.

وقال الفنان أحمد هارون، أن دور المرأة في المجتمع السوداني يتمثل في مشاهد كثيرة ابتداء من والدته و حرصها على تحضير الغداء مع وقت عودته من المدرسة عندما كان صغيرا؛ الى حرص النساء الآن لتقديم الدعم لبعضهن في ظل هذه الظروف.
وأضاف أن النساء أصبحن منفتحات ومستعدات لتقديم كل أنواع الدعم، وتحديدا تقديم الدعم النفسي للمتضررات من الحرب.
وتضمنت الفعالية ركنا للتبرعات، تذهب لصالح الناجيات و المتضررات من الحرب.



