تقاريرمنوعات

“جذوة متقدة”.. سياسيون وناشطون يحيون ذكرى ثورة ديسمبر بأوغندا

(كمبالا) 22 ديسمبر – مزنة محمد

أحيا السودانيون في العاصمة الأوغندية كمبالا، ذكرى ثورة 19 ديسمبر 2018، من خلال إقامة فعالية بمقر منظمة وعي شارك فيها سياسيون وناشطون وشباب من لجان المقاومة. وذلك بعد مرور سبعة أعوام على الهبة الشعبية التي أسقطت نظام الرئيس عمر البشير.

كانت أصداء أدبيات ثورة ديسمبر حاضرة، إذ ردد الحضور الشعارات التي ملأت الشوارع، وعلى رأسها الهتاف الأشهر “الثورة ثورة شعب، والسُلطة سُلطة شعب والعسكر للثكنات، والجنجويد ينحل”.

ويرى المشاركون هذا اليوم بأنه ليس مجرد ذكرى، بل يمثل أملاً وسط الخذلان الذي لا زالت تخلفه الحرب، بعد ان كان المتظاهرين قد دشنوا ثورتهم بإحراق دار المؤتمر الوطني في عطبرة معلنين بداية النهاية لنظامٍ أفسد وطغى في الأرض.

وأكد المشاركون في الندوة أن استعادة ذكرى ديسمبر المجيدة، هي الطريق لإعادة تنظيم وتوظيف قيم الثورة في سبيل تحقيق سلام عادل في السودان.

واعتبرت إسلام عمر، محامية ومدافعة عن حقوق الإنسان، أن أهم قيم الثورة هي المشاركة والتضامن اللذان يعدان السبب الأكبر في نجاح الثورة، مبينة أن إعادة التفكير بشكل جِديّ في أن يحدث اصطفاف حقيقي للثوار والشعب السوداني على قيم الثورة، هو بالتأكيد ما سيحقق السلام.

وأضافت في حديث لـ “دروب” “علينا أن ننجح أولا في توظيف هذه القيم لوقف الحرب، والوصول للسلام، إلى جانب التعاون وترك التخوين الذي اكتسح الشارع السياسي جانباً”.

أشكال المقاومة

من جهته، قال الفاعل المدني والسياسي عثمان الشيخ، إن الحرب لم تُضعف روح السودانيين العالية في التضامن، مشيراً إلى توسع الدور المدني حتى في لحظة انهيار الدولة واستمرار الحرب. وأردف “كانت لهم طريقتهم الخاصة في المقاومة بأشكال مختلفة تمظهرت في غرف الطوارئ والتكايا والمبادرات”.

وأضاف في مقابلة مع “دروب” أن إحياء ذكرى التاسع عشر من ديسمبر يمثل رسالة لترسيخ مبدأ الحرية والسلام والعدالة التي لن يغيرها الانقسام السياسي الذي خلفته الحرب ولا حتى الظروف والمأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني، فالكلمة واحدة “لا لحكم العسكر والثورة باقية” وفق تعبيره.

من جانبها، دعت ميرنا سعيد، المهتمة بقضايا السلام والتحول الديمقراطي، السودانيين إلى اغتنام اليوم فرصة باعتباره ذاكرة الماضي لإعادة التفكير والوحدة لنزع الحقوق وترسيخ قيم الحرية والسلام والعدالة، وخلق وطن يسع الجميع ويعترف بالحقوق.

ورغم استمرار القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع لما يقارب الثلاث سنوات، شهدت العاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى شمال البلاد، يوم 19 الماضي مواكب سلمية لإحياء الذكرى السابعة لثورة ديسمبر أعادت للأذهان حماس الاحتجاجات التي تملأ الشوارع.

ويرى جاد الرب عبد القادر، العضو بلجان المقاومة، أن الفنون والرياضة، تعد حلاً جيداً لعملية السلام في السودان، وأن أي مدخل غير اجتماعي سيفشل بالتأكيد.

وأرجع في حديث لـ“دروب” أسباب التراجع عن تحقيق أهداف الثورة وغياب السلام، إلى أطماع العسكر وانتهازية الساسة.

ومضى بالقول “لذا فإن الفن والرياضة هم المدخلين الذان نتمكن عبرهما من الوصول لأرضية سلام حقيقي واليوم نقولها بصوتٍ جهور، “إحنا اخترنا السلام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى