تقارير

بعد توقف الدعم.. انتشار سوء التغذية وسط اللاجئين السودانيين بأوغندا

دروب – 21 ديسمبر 2025 في أعقاب اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تمكنت الهام خالد، من الفرار إلى أوغندا، لكنها اصطدمت بواقع مزرِ لا يقل سوءاً عن الأوضاع في بلادها، إذ يعاني اللاجئون السودانيون هناك من نقص حاد في الغذاء بعد توقف معظم المنظمات والوكالات الإغاثية بسبب تقلص الدعم.

انتهى الحال بالهام مع أبناءها الثلاثة، في خيمة صغيرة بمعسكر كرياندينقو بمقاطعة بيالي شمالي أوغندا في أكتوبر 2023، بعد رحلة نزوح شاقة من مدينة أم درمان بالعاصمة مروراً بدولة جنوب السودان استغرقت بضعة أيام.

وبحسب المفوضية السامية، يبلغ عدد اللاجئين السودانيين المسجلين في أوغندا 86.547 لاجئا، بينهم 3.528 من ذوي الاحتياجات الخاصة.

توقف الدعم الغذائي

وقالت الهام، في مقابلة مع “دروب” إن المنظمات في البداية كانت تقدم اعانات غذائية ومالية كل شهر، فضلاً عن جهود لجنة الخدمات والمجلس القيادي التي توفر سلال غذائية.

وأشارت إلى أن وقف الدعم من قبل المنظمات أثر على تقديم الغذاء. وأردفت “الأوضاع سيئة واللاجئين أحوالهم متدهورة، في أوقات سابقة كانت بعض منظمات المجتمع المدني تقوم بأعمال خيرية والآن انعدمت تماماً، الأوضاع لا تختلف كثيرا عن السودان سوى توفر الأمن على الرغم من حالات الانفلات الأخيرة التي وقعت بين السودانيين ولاجئين من جنوب السودان لكن الشرطة تدخلت وسيطرت على الوضع”.

وذكرت أن المطابخ الخيرية، توقفت لأنها كانت تعمل بجهود فردية، وخلف توقفها أثرا سيئا وسط مجتمع اللاجئين السودانيين بدما كانت تقدم وجبة يومياً، والآن لا يستطيع الناس توفير وجبة واحدة في اليوم الأمر الذي تسبب في حالات سوء تغذية آخذة في الانتشار يوماً بعد يوم.

في السياق، قال ابراهيم المرضي، الذي يقيم في المعسكر بكرياندينقو، إن الوضع مأساوي لدرجة أنه لا يوصف من شدة السوء وتدهور الأوضاع الغذائية للاجئين السودانيين. “الغذاء الذي كان يصرف في السابق من قبل برنامج الغذاء العالمي غير أنه رديء لا يكفي لقضاء الشهر” وفق قوله.

وأكد المرضي، لـ “دروب” أن الصرف الشهري للفرد الواحد يبلغ 18 ألف شلن أوغندي (يساوي ألف جنيه سوداني) في الوقت الذي يحتاج الفرد الواحد حوالي 200 ألف شلن أوغندى كحد أدنى مع دعم يحصلون عليه من المطابخ اليومية التي تسبب توقفها في مشاكل كثيرة ظهرت تداعياته في تفشي الأمراض مثل الملاريا ونقص الفايتمينات.

سوء تغذية

من جهته، يرى معاوية الحسن، سكرتير اللجنة العليا للمطابخ بمعسكر كرياندنقو، أن توقف المطابخ له تأثير سيء على اللاجئين واللاجئات بمعسكر كرياندنقو، وأضاف “الناس هنا يعتمدون بشكل كبير على المطابخ لعدم وجود مصدر آخر للحصول على الغذاء”.

وأوضح في حديث لـ”دروب” أن مساعدات المنظمات الدولية توقفت على رأسها برنامج الغذاء العالمي الذي كان يقدم مساعدات شهرية، حيث جرى تقسيم اللاجئين إلى ثلاث فئات حسب الأقدمية، الأولى توقف عنها الدعم بشكل كلي، الثانية تحصل على 60 بالمئة من جملة الدعم،أما الفئة الأخيرة تحصل على 30 بالمئة أي ما يعادل 14 ألف شلن أوغندي في الشهر.

ونوَه الحسن، إلى أن توقف المساعدات خلف أثراً سيئاً على اللاجئين، مما تسبب في حدوث أمراض مثل سوء التغذية بين كبار السن والأطفال والنساء خصوصا الحوامل والمرضعات وأصحاب الأمراض المزمنة، كما أن الهزال بدأ يظهر على أجساد الناس.

لافتا إلى أنهم بدأوا بمطبخ واحد قبل نحو عام ونصف إلى أن وصلت 17 مطبخاً تغطي نحو 15 ألف أسرة قبل أن تتوقف في أكتوبر الماضي، ثم استئناف العمل جزئياً بعد حملة اعلامية حصلوا من خلالها على مساهمات من بعض المنظمات ورجال الأعمال والفنانين وأفراد غذو المطبخ، لكن الحسن يبدي مخاوف من أن تتوقف المطابخ تحت أي لحظة في حال نفاد المخزون وذلك نتيجة لعدم لعدم وجود خطة لتوفير دعم دائم.

وكان برنامج الغذاء العالمي ومنظمات أممية قلصت مؤخراً، دعمها للاجئين في معظم الدول التي تأوي لاجئين، بسبب تقليص التمويل الأمريكي بعد القرارات التي أصدرها الرئيس دونالد ترمب بتصفية (U SAID) التي تمول برامج عدد كبير من الوكالات الإغاثية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى