وفاة أكثر من 1000 شخص بـ”الكوليرا” في السودان

أكدرمان 27 مايو 2025 – أعلنت نقابة أطباء السودان اليوم الثلاثاء، عن وفاة أكثر من 1000 شخص بمرض “الكوليرا” في خمس ولايات سودانية وسط غياب الاستجابة الفاعلة من السلطات الرسمية، وفق بيان.
ودعت نقابة أطباء السودان إلى إعلان حالة طوارئ صحية عاجلة في كافة مناطق التفشي، وفتح مراكز عزل متخصصة في المستشفيات.
وتفتك الكوليرا هذه الأيام بعدد من المدن السودانية على رأسها أمدرمان التي اكتظت فيها مراكز العزل حتى أصبح العديد من المرضى يفترشون الأرض في الطرقات القريبة من المستشفيات وهم يتلقون العلاج، وفق ما أظهرته مقاطع فيديو متداولة.
وقالت اللــــجنة التمــهيدية لنقابة أطباء السودان في “بيـان ونداء عاجل” إن وبـــاء الكولــيرا قد تفشي في ظل الانهيار المتسارع للنظام الصحي في السودان.
وأضاف أن “البلاد تشهد اليوم انتشاراً واسعاً لوباء الكوليرا، الذي حصد حتى الآن المئات من الأرواح في عدد من الولايات، وسط غياب الاستجابة الفاعلة من السلطات الرسمية”.
وأوضح أن نقابة الأطباء أحصت وفاة 346 شخص بالخرطوم و57 في شمال كردفان و33 بنهر النيل و30 في الشمالية بينما توفى في الجزيرة 45، وفي أمدرمان 500 وفاة.
وأضاف البيان أنه “بحسب تقارير ميدانية، فقد بلغ عدد حالات الإصابة في مدينة أم درمان وحدها 1335 حالة، وسط نقص حاد في المحاليل الوريدية، وشُح في الكوادر الصحية، وعدم توفر مصادر مياه نظيفة، وغياب شبه كامل لوسائل التعقيم والمطهرات، إلى جانب قلة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات ومراكز العزل أمام الأعداد المتزايدة من المرضى”.
وقال إن تدهور صحة البيئة نتيجة الحرب، وضعف استجابة المؤسسات الرسمية، وغياب الدعم الأممي، عوامل ساهمت في التفشي الواسع، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من العائدين والنازحين في مناطق مكتظة، دون خدمات أو غرف طوارئ مجهزة.
وحذر من أن الانتشار الواسع للكوليرا يُنذر بكارثة إنسانية وصحية واسعة، لا سيّما مع اقتراب دخول فصل الخريف، وازدياد احتمالية تدهور الوضع أكثر.
وناشدت النقابة المنظمات الإنسانية والصحية الدولية بالتدخل السريع، وتوفير المحاليل الوريدية، وأدوات التعقيم، وأدوية الطوارئ. كما طالب السلطات الصحية المحلية والمركزية بالقيام بدورها تجاه المواطنين، وتكثيف حملات التوعية والرش البيئي.
كذلك دعت الكوادر الطبية والتمريضية والمتطوعين إلى الوقوف بحزم أمام الوباء، والعمل على احتوائه رغم الظروف القاسية. مبينة أن صمت المجتمع الدولي والجهات الرسمية أمام هذه الكارثة يمثل خذلانًا جديدًا للشعب السوداني، الذي يواجه الموت برصاص الحرب، والأمراض، حسب البيان.