أصدقاء دروب

من أين يأتي هؤلاء القوم بهذه الأفكار !!

سيف الدولة حمدنالله

طالعت  على وسائل التواصل الإجتماعي عشرات التعليقات التي يطمئِن فيها أصحابها متابعيهم بالتهوين من النتائج التي يمكن أن تترتب على القرار الأمريكي بفرض عقوبات على السودان، ووجه الطمأنينة عند هؤلاء القوم يستند على القول بأن العقوبات لن تؤثر على الشعب لأن البلاد قد إعتادت عليها، وعرفت كيف تشق طريقها نحو المستقبل المشرق لوحدها دون الإعتماد على بقية دول العالم، وأن بالبلاد من الخيرات ما يغنيها عن أمريكا ومن يدور في فلكها.

هذا منهج قديم في التفكير، ولد وترعرع في كنف حكم الانقاذ، وللدقة، ولد معها في إسبوع واحد، ففي إسبوع النظام الأول كانت وسائل الإعلام تنشر بين الناس عبر برامج التلفزيون والاذاعة والصحف ما تحدثت به عن فرحة الشعب من تقييد حركته الليلية وحبسه بين جدران المنازل نتيجة قرار حظر التجول الذي فرضه النظام في إسبوعه الأول من الحكم وإستمر لشهورطويلة، وكان الإعلام يقول بأنه تلقى ألوف الرسائل والاتصالات من نساء يطالبن النظام الوليد بإطالة أمد حظر التجول وزيادة ساعاته لأنه ييسٌر لهن عودة أزواجهن الى المخادع مبكرا بعد أن هجر الأزواج صياعة الليالي، وأن الآباء سُعدوا بمنعهم من التجوال الليلي لأنه أتاح لهم فرصة معاونة أبنائهم في إستذكار دروسهم وحل واجباتهم المدرسية….

كان الطبيعي أن يفهم الشعب أن مثل هذا المنهج قد كتبت له النهاية مع قيام ثورة ديسمبر المجيدة بعد أن أدركت الانقاذ نفسها ضلاله، وبعد أن تجرع النظام وقائده نفسه مرارة حديث (الجزمة) الذي عالج به وفق هذا المنهج القرارات الاممية السابقة، ولم يترك النظام بعده وصفة لم يتّبعها في سبيل رفع المقاطعة وإلغاء قرار القبض على قائدة ومحاكمته.

الآن عاد كل شيء الى فترة ما قبل الثورة، بمافي ذلك هذا المنهج في التفكير الحلزوني، وقد بلغ قمته في تصريح جاء قبل أيام عبر التلفزيون القومي تحدث فيه صاحبه عن (الفوائد) التي سوف تعود على الشعب من وراء إنقطاع التيار الكهربائي عن المدن.

من أين يأتي هؤلاء القوم بهذه الأفكار؟ وما الذي يجب أن يحدث حتى يكفون عنها !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى