جنيف 26 يوليو 2025 – أعلن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، لوكا ريندا، اليوم السبت، أن إزالة الألغام تُعدّ تحديا مُلحا آخر تواجهه إعادة التأهيل والإعمار في العاصمة السودانية الخرطوم.
وقال ريندا خلال مؤتمر صحفي عُقد في جنيف، “حتى في مكتبنا، عثرنا على مئات الذخائر غير المنفجرة”.
وأضاف أن “هناك مئات الآلاف، إن لم يكن أكثر، من الذخائر غير المنفجرة في المدينة”، مؤكدا أن الهيئة المحلية لمكافحة الألغام، بدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بدأت بالفعل عملية الإزالة.
وتابع “يستغرق تطهير المدينة بالكامل من مخلفات الحرب المميتة سنوات. ويُقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام ستحتاج إلى ما لا يقل عن 10 ملايين دولار أمريكي لتتمكن من نشر العدد المطلوب من فرق إزالة الألغام للعمل بالشراكة مع السلطات الوطنية وتوعية السكان بمخاطر الذخائر غير المنفجرة”.
وقال إنه “حتى 21 يوليو 2025، لم تتلقَّ الأمم المتحدة وشركاؤها الإنسانيون سوى 23% من مبلغ 4.2 مليار دولار أمريكي المطلوب لتقديم مساعدات منقذة للحياة إلى ما يقرب من 21 مليون شخص معرض للخطر داخل السودان”.
وذكر أن هناك حوالي 1700 بئر مياه بالخرطوم بحاجة إلى إعادة التأهيل والكهرباء، “والطاقة الشمسية في هذه الحالة حل ممتاز”.
وأضاف أن “هناك ما لا يقل عن ستة مستشفيات تحتاج إلى إعادة تأهيل وإصلاح عاجلين، بالإضافة إلى عدد من مراكز الرعاية الصحية الأولية”.
عودة النازحين
من جهاها أعلنت المنظمة الدولية للهجرة عن عودة أكثر من مليون نازح داخلي إلى ديارهم بالسودان، وذلك بعد ظهور بؤرٌ من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية.
كما عاد 320 ألف لاجئ منذ العام الماضي، معظمهم من مصر وجنوب السودان، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا.
وقال المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي، خلال المؤتمر الصحفي، إن غالبية العائدين توجهوا إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا؛ ثم إلى سنار بنسبة 13%، وحتى الآن، إلى الخرطوم بنسبة 8%”.
وأضاف “أتوقع عودة حوالي 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، لا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب”.
وتسببت الحرب في نزوح أكثر من 12 مليون شخص، بمن فيهم ما يقرب من خمسة ملايين شخص لجأوا إلى الدول المجاورة، مما جعل حرب السودان أكبر أزمة نزوح في العالم.
نزوح مستمر
ورغم عمليات العودة الأخيرة، لا يزال مئات الأشخاص يفرون يوميا – سواء داخل السودان أو عبر حدوده – بسبب الصراع الدائر. وينطبق هذا بشكل خاص على منطقتي دارفور وكردفان، وفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وقال مامادو ديان بالدي، منسق اللاجئين الإقليمي لأزمة السودان لدى المفوضية أن عدد اللاجئين من منطقة دارفور وحدها بلغ أكثر من 800 ألف لاجئ منذ بداية الصراع، وهذا العدد في تصاعد مستمر.
ووفقا لمفوضية اللاجئين، هناك حاجة إلى 1.8 مليار دولار أمريكي لدعم 4.8 مليون شخص فروا من السودان إلى الدول المجاورة، ولكن لم يوفر سوى 17% من هذا التمويل.
وأكد بالدي أن اللاجئين لا يزالون بحاجة إلى “دعم أكبر من جانبنا” وإلى السلام لينتهي “هذا الصراع الوحشي”.
