تقارير

95 قتيلاً.. مجزرة جديدة لـ”الدعم السريع” في جنوب امدرمان

أمدرمان 2 أبريل 2025 – أسفرت هجمات منظمة شنتها قوات الدعم السريع على قرى الريف الجنوبي لمدينة أمدرمان، خلال الأيام الماضية، عن مقتل 95 مدنيا وجرح عشرات الآخرين، بينما يكتنف الغموض مصير المئات بعد تهجيرهم قسريًا من منازلهم.

تشمل المناطق التي هاجمتها قوات الدعم السريع وهجرت سكانها “ود دياب، العيساوية، إيد الحد، وادي السدير، المقداب، الغرزة”، وفق شهود عيان وقيادات أهلية.

وقالت المصادر التي تحدثت معها “دروب” إن قوات الدعم السريع المنسحبة من الخرطوم ظلت تشن هجمات مستمرة على قرى الجموعية جنوب أمدرمان بالأسلحة الثقيلة، مشيرة إلى أن من بين الضحايا أطفال ونساء وكبار سن.

وتقع القرى المنكوبة غرب خزان جبل أولياء بالريف الجنوبي لمدينة أم درمان، وتمتد شمالا حتى منطقة الصالحة، وتقطنها قبائل “الجموعية” التي تعمل بالتجارة والزراعة.

وأكدت المصادر أن العشرات من المواطنين عبروا جسر جبل أولياء شرقا إلى مدينة الخرطوم وآخرين عبروا النيل الأبيض بواسطة المراكب الصغيرة.

قتل وتهجير

أكد الناطق الرسمي باسم “الجموعية” سيف الدين أحمد الشريف، لـ”دروب” أن قوات الدعم السريع قتلت 95 مواطناً، بجانب عشرات الاصابات في عدد من القرى جنوب أمدرمان منذ انسحابها من الخرطوم.

وأضاف أن “قوات الدعم السريع تجتاح القرى بهدف السرقة والنهب وفي سبيل ذلك قتلت الكثير من النساء والأطفال وكبار السن”.

وكانت قوات الدعم السريع قد انسحبت من مدينة الخرطوم في أواخر مارس الماضي، بعد معارك مع الجيش السوداني، لتستقر في أجزاء من مدينة أمدرمان على الضفة الغربية من نهر النيل الأبيض.

بعض ضحايا هجمات الدعم السريع على قرى جنوب أمدرمان – متداولة

وقال الشريف إن قوات الدعم السريع هجرت سكان عشرات القرى، بعد أن شنت عليها هجمات بالمدافع الثقيلة منها الـ23، والثنائي ومضادات الطيران، ومارست القتل والنهب والإرهاب ضد المدنيين.

ووصف الوضع في المنطقة بـ”الكارثي” وسط انعدام الغذاء والدواء، مبينا أن المهجّرين من الأطفال والنساء وكبار السن يموتون بسبب عدم توفر الدواء.

وناشد المنظمات المحلية والدولية بضرورة التدخل لإنقاذ المواطنين في قرى الريف الجنوبي حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة.

نداءات للحماية

وأطلق مواطنون في القرى المنكوبة بالريف الجنوبي مناشدات للجيش بالتدخل لحماية المدنيين من الهجمات المتكررة لقوات الدعم السريع، فيما لم يتحرك الجيش إلى هناك، وفق المتحدث باسم الجموعية.

من جهته أكد أحد سكان قرى الجموعية لـ”دروب”، أن مناطق الجموعية تعاني من حصار مطبق من قبل قوات الدعم السريع التي استباحت عشرات القرى بالمنطقة.

وأضاف أن “القوات تهاجم المواطنين داخل منازلهم بهدف سرقة السيارات والحصول على الأموال، كما اعتقلت عدد من شباب تلك المناطق بتهمة التعاون مع الجيش السوداني، ولم يتم التعرف على مصيرهم بسبب انقطاع شبكة الاتصال والإنترنت”.

وأشار إلى أن هذه الانتهاكات دفعت البعض لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم بعد أن تم إخراج النساء والفتيات إلى مناطق آمنة.

من جهته دعا مك عموم الجموعية، المك غانم الطيب محمد ناصر، شباب المنطقة لحمل السلاح ضد قوات الدعم السريع التي تشن هجومًا غاشمًا على المدنيين وتهجيرهم من مناطقهم، وفق مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي.

كذلك قالت “أم الحسن” إحدى سكان القرى المنكوبة التي نزحت في وقت سابق إلى منطقة الفتيحاب، إنها فقدت الاتصال مع أسرتها في قرية “ايد الحد” منذ عدة أيام.

وأكدت لـ”دروب” أن أحد سكان القرية أبلغها بعد أن وصل إلى منطقة السلمانية شرق عبر إحدى المراكب الشراعية، أنه رَأَى أفراد من أسرتها عند الشاطئ الغربي للنيل الأبيض.

وأشارت إلى أن أغلب الأسر التي نزحت من قرى الجموعية قطعت مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، بعد أن نهبت قوات الدعم السريع جميع السيارات التي تعمل بالمنطقة، وكل ممتلكات المواطنين.

وتتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات واسعة منذ اندلاع الحرب حرب 15 أبريل 2023، شملت اعتقال المدنيين وإخفاؤهم قسريًا، واحتلال المنازل بعد نهبها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى