أصدقاء دروب
النازيون الجدد.. عمسيب والربيع وتابعيهم..!

في العام ٢٠٢٢م “أي قبل اندلاع الحرب بعام كامل في ابريل ٢٠٢٣م”، شهدت البلاد انهيارا أمنيا كبيرا، حينما تمدد الاقتتال الاهلي في ولايات شمال وجنوب وغرب دارفور وانتقل للنيل الازرق، وجنوب وغرب كردفان، ومن ثم انتقل الصراع لشرق السودان.
- وبحسب تقرير صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) فإن أحداث العنف القبلي التي استمرت لأسابيع، وتمددت بسرعة كبيرة من ولاية لأخرى، قادت لقتل “٩٩١” شخصا واصابة “١،١٧٣” شخصا ونزوح أكثر من “٣١٠” الف أخرين وفقا لإحصائية أممية.
- وتعود غالبية النزاعات القبلية إلى تحريض واسع النطاق، واستغلال لخلافات بين مكونات سكانية حول الأرض والحدود، واحتكاكات الرعاة والمزارعين، وتحويلها لأسباب للاقتتال والعنف.
- هذا هو واقع الحال في بلادنا، والتصدعات القائمة فيها وهي سابقة للحرب، وكل هذا العنف، وقد كنا شهودا عليه، أضرمت نيرانه موجات من الشحن والتحريض، والتلاعب بالأخبار لحد نشر الأخبار الكاذبة والتضليل، وبث خطابات الكراهية اعتمادا على مواقع التواصل الاجتماعي.
- لذلك فإن من ينشطون حاليا في خضم هذه الحرب الطاحنة والكارثية، للترويج لخطابات الكراهية والعنصرية، والتحريض ضد مكونات السودان، من أمثال عبد الرحمن عمسيب وعبد المنعم الربيع ومن لف لفهم، انما يمارسون فعلا إجراميا كبيرا، سوأ تم ذلك بتخطيط وتدبير ووعي، أو تم ذلك فشا للغبائن والأحقاد، أو تم ذلك بدون وعي بخطورة ما يقومون به، إنهم يلعبون بالنار في بلد ملتهبة ومشتعلة، وقابلة للانفجار والتشظي في كل اتجاه، وهي نيران لن ينجو منها أحد.
- وما يقومون به في واقع الأمر يجرمه القانون الجنائي السوداني، الذي يجرم العنصرية والتحريض وبث الأخبار الكاذبة والكذب الضار، وغيرها من المواد، كما تحرمها وتجرمها القوانين الاقليمية والدولية، وعلى رأسها القانون الدولي الانساني عبر اتفاقيات جنيف الاربعة المخصصة للحروب، وتعتبر من يقومون بها شركاء في جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، التي تنفذ كنتاج للتحريض والتعبئة الحربية.
- لقد عايش السودانيون تلك الأدوار التي لعبها من سعوا لفصل الجنوب من قبل خلال حقبة الانقاذ، عقب اتفاقية نيفاشا في العام ٢٠٠٥م، حينما قام منبر السلام العادل بقيادة خال الرئيس المخلوع، وشهدوا كيف تواطأت الدولة معه، وتعاملت معه باعتباره يمثل تيارا داخل الحزب الحاكم، قبل أن تعود وتحت الضغط لإنكاره، ودعمت منابره الاعلامية وعلى رأسها صحيفة الانتباهة، بالإعلانات والاشتراكات الحكومية، وفتحت المنابر من إذاعة وتلفزيون لقادته لترويج افكاره العنصرية الضحلة، وتسميم الأجواء والتأليب على ابناء الجنوب، وقد قادت تلك الأفعال مع غيرها لتمزيق وحدة البلاد.
- هذه الافكار العنصرية القائمة على أفكار تبسيطية مبتذلة مثل فكرة النقاء والتفوق العرقي، في بلاد تمتاز بالثراء والتنوع العرقي والتداخل والترابط القبلي، والعلاقات التاريخية المشتركة بين مختلف القبائل، هي بضاعة الجهل ونقص الوعي والمعرفة، والجهل بالآخر، وهي بضاعة لا ينتج عنها سوى التفرقة والخراب، وتحطيم وحدة البلاد.
- وهي بضاعة شهد العالم نتائجها من خلال المانيا النازية وايطاليا الفاشية، وكيف قادت أوهام وخزعبلات هتلر وموسليني حول سيادة الدم الأزرق الملكي، والجنس الأري لمقتل ملايين الاشخاص وتحطيم بلدان بأكملها، خلال الحرب العالمية الثانية.
- لذلك فإن هذه الدعاوى يجب ان تقابل بالتصدي لها ومحاصرة من يتولونها، قبل أن يحولوا البلاد بأكملها لساحة حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، ويمزقوا ما تبقى من وحدة البلاد، في ظل مناخ الحرب المشحون بالكراهية وإزراء الآخر والرغبة في تدميره.
- هذه الافكار الضالة والمضلة والسامة في هذا التوقيت الحرج لبلادنا، لا تقل خطرا ولا أثرا عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، ويجب أن تجد الرفض والتصدي من كل حادب على وحدة السودان، وحامل لقيم ديسمبر التي نادت بالحرية والسلام والعدالة، والمساواة بين جميع السودانيين بلا تمييز أو تعالي.