روايات مروعة عن إعدامات واغتصابات خلال توغل “الدعم السريع” في الفاشر

(دروب) 31 أكتوبر 2025 – قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها تلقت “روايات مروعة عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة، وقتل جماعي، واغتصاب، وهجمات على العاملين في المجال الإنساني، ونهب، واختطاف، وتهجير قسري” في سياق توغل قوات الدعم السريع في الفاشر، عاصمة شمال دارفور.
وتستند هذه التقارير إلى شهادات فارين من الفاشر إلى طويلة بعدما ساروا لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، بالإضافة إلى مقاطع فيديو وصور صادمة تظهر “انتهاكات جسيمة لقانون حقوق الإنسان”.
وفي حديثه للصحفيين في جنيف عبر الفيديو من نيروبي، قال المتحدث باسم المفوضية سيف ماغانغو إن الاتصالات مقطوعة والوضع على الأرض فوضوي، “مما يجعل من الصعب الحصول على معلومات مباشرة من داخل المدينة”.
وأضاف: “نقدر أن عدد القتلى – من المدنيين ومن أصبحوا عاجزين عن القتال خلال هجوم قوات الدعم السريع على المدينة وطرق خروجها وكذلك في الأيام التي تلت الاستيلاء عليها – قد يصل إلى المئات”.
وقال ماغانغو إن شركاء المفوضية الإنسانيين أفادوا بتعرض ما لا يقل عن 25 امرأة للاغتصاب الجماعي عندما دخلت قوات الدعم السريع مأوى للنازحين بالقرب من جامعة الفاشر، وأضاف: “يؤكد شهود عيان أن أفراد قوات الدعم السريع انتقوا النساء والفتيات واغتصبوهن تحت تهديد السلاح، مما أجبر النازحين المتبقين – حوالي مائة أسرة – على مغادرة الموقع وسط إطلاق النار وترهيب السكان المسنين”.
كما أشار إلى “التقارير المقلقة عن مقتل مرضى وجرحى داخل المستشفى السعودي للولادة” وفي مبان مختلفة تقع في حيي الدرجة الأولى والمطار، والتي كانت تُستخدم مؤقتًا كمراكز طبية.
وقال ماغانغو إن المفوضية وثقت عمليات قتل واعتداء على العاملين في المجال الإنساني والمتطوعين المحليين الذين يدعمون المجتمعات الضعيفة، وأكدت أن قوات الدعم السريع تحتجز ثلاثة أطباء في الفاشر.
وقال المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان إن هناك تقارير أيضا عن انتهاكات خطيرة في سياق استيلاء قوات الدعم السريع على بارا في شمال كردفان، بما في ذلك الإعدام بإجراءات موجزة المزعوم لخمسة من متطوعي الهلال الأحمر.
ودعا إلى تحقيقات “مستقلة وسريعة وشفافة وشاملة” في جميع هذه الانتهاكات للقانون الدولي، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وضع إنساني مروع
على الصعيد الإنساني، وصف المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الوضع بأنه “مروع”، إذ لا يزال وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة مقطوعا، “ويواصل السكان اليائسون الفرار نحو طويلة ومدن أخرى بحثا عن الأمان”.
وقدّرت المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما لا يقل عن 62 ألف شخص من الفاشر والمناطق المحيطة بها بين 26 و29 من الشهر الجاري، وسط انعدام الأمن.
وقال دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي إن الناس يغادرون منازلهم وسبل عيشهم “حاملين القليل جدا من ممتلكاتهم”.
وذكر أن الأمم المتحدة تعمل مع شركائها المحليين في طويلة لتسجيل الوافدين الجدد لتقديم الدعم الطارئ لهم. إلا أنه شدد على أن “الفجوات الهائلة لا تزال قائمة، بما في ذلك في مواد الإيواء والأدوية ولوازم رعاية المصابين بالصدمات، والمساعدات الغذائية، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي”.
وأضاف أن المصادر المحلية لا تزال تشارك تقارير مقلقة للغاية عن نزوح المدنيين الذين يتعرضون للاختطاف والابتزاز. ودعا دوجاريك مجددا إلى تأمين ممر آمن للنازحين، وحماية من تبقى منهم في الفاشر، وإتاحة وصول إنساني كامل ودون عوائق إلى دارفور وجميع المناطق الأخرى المحتاجة في السودان.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في ولاية شمال كردفان لا يزال ينذر بالخطر، حيث تقدر المنظمة الدولية للهجرة نزوح ما يقرب من 36 ألف شخص من بلدة بارا شمال عاصمة الولاية، الأُبيّض، هذا الأسبوع.



