دُمر كل شيء.. “الكارو” وحدها المتبقية لنقل السكان في الجزيرة

دروب – 17 فبراير 2025 – عاد سكان ولاية الجزيرة وسط السودان إلى منازلهم بعد رحلة نزوح قسرية استمرت لعام، ووجدوا أن الحرب دمرت كل شيء بما في ذلك قطاع والمواصلات، فلم يكن أمامهم غير الاستعانة بالعربات التي تجرها الدواب “الكارو” للتنقل.
صمد “الكارو” في وجه النيران طيلة الفترة التي أعقبت انتقال الصراع المسلح إلى ولاية الجزيرة، وهو يُقدم خدماته للسكان العالقين فيها، وواصل عطاءه مع المواطنين العائدين إلى منازلهم بعد استعادة الجيش السيطرة على الولاية التي اجتاحتها قوات الدعم السريع في ديسمبر من العام قبل الماضي.
في شوارع ود مدني والحصاحيصا، أكبر مدينين في ولاية الجزيرة، تجوب العربات التي تجرها الدواب، وهي تحمل المواطنين إلى الأسواق والمراكز الخدمية المختلفة، وسط غياب للسيارات التي تعرض معظمها إلى النهب، وأخرى متوقفة بسبب شح الوقود.
يكشف مصعب آدم وهو مواطن من ود مدني لـ”دروب” مصاعب كبيرة يعيشونها جراء نقص وسائل المواصلات، لكن الأوضاع تمضي إلى انفراج يوم بعد الآخر نتيجة وصول حافلات وركشات من ولايات شرق السودان.
وأسهمت عربات الكارو في تخفيف ضائقة المواصلات في ود مدني، وتستغل في التنقل بشكل أساسي خاصة داخل الأسواق والأحياء السكنية، وهي مهمة كانت تقوم بها الركشات قبل اندلاع القال، وفق مصعب.
ويضيف “يستمر السكان وأصحاب المحال التجارية في المجيء إلى ود مدني، وبدأت الحياة تعود تدريجياً إلى المدينة، إذ افتتحت الأسواق بشكل جزئي، وتم تشغيل بعض خطوط المواصلات الداخلية”.
تدمير القطاع
وتداول ناشطون صوراً تُظهر مواطني مدينة الحصاحيصا، وهم يتجولون بالعربات التي تجرها الدواب، والدرجات الهوائية، وذلك نتيجة إلى شح الوقود في المنطقة.
ويقول رئيس اتحاد أصحاب العمل في ولاية الجزيرة محمد المشرف لـ”دروب” إن أزمة المواصلات في ود مدني ناتجة عن نهب كامل للسيارات المستخدمة في النقل الداخلي من قبل مسلحي قوات الدعم السريع بعد اجتياحهم المدينة.
ويشير إلى أنه كانت تعمل في ولاية الجزيرة 60 الف ركشة، وعدد 15 الف عربة أمجاد، و3 آلاف حافلة كبيرة، وقد تم نهب معظمها، ولم يخرج منها سوى القليل، مما أدى إلى انهيار كامل لقطاع المواصلات.
ولم يؤثر ما حدث لقطاع المواصلات في ولاية الجزيرة على حركة المواطنين الذين لجأوا إلى الكارو فحسب، لكنه تسبب في فقدان آلاف الأسر مصادر كسبها المالي من خلال العمل بهذا القطاع الحيوي، وفق المشرف.
من جهته، يقول رئيس شعبة النقل الداخلي في ود مدني ياسر بشير لـ”دروب” إن المواصلات بدأت في العودة إلى العمل بشكل جيد في المدينة، وتراجع استخدام الكارو بشكل كبير، وسوف يتلاشى تماماً.
وشدد أنه يمكن العثور على بعض سيارات المواصلات التي نُهِبَت؛ لأنها وفق تقديره لن تذهب خارج السودان أو حتى مسافات بعيدة من ولاية الجزيرة، لكن ستكون متهالكة وبحاجة إلى تكاليف كبيرة لإصلاحها.