أصدقاء دروب

اتحاد شياخات المحس… هل أخطأت مفوضية العون الإنساني قراءة المشهد؟

عبدالمنعم العمرابي

الوخز بالابر

في خطوة فاجأت الشارع المحلي أصدرت مفوضية العون الإنساني بيانا حول اتحاد شياخات المحس أثار موجة واسعة من الانتقادات والأسئلة حول فهم الدولة لطبيعة الأجسام المطلبية ودورها في الحياة العامة البيان بحسب ردود الفعل لم يكن مجرد تفسير قانوني بل مؤشر على ازمة اعمق في علاقة المؤسسات الحكومية بالمجتمع.

وخزة اولي

الاتحاد جسم مطلبي… لا منظمة طوعية

وقع بيان المفوضية في خلط واضح حين صنف اتحاد شياخات المحس كـ ((كيان طوعي)) خاضع لقانون العمل الطوعي لسنة 2006م.
غير أن الاتحاد جسم مطلب جماهيري يستمد شرعيته من الناس ولا يمارس نشاطا إنسانيا أو تمويليا يستوجب التسجيل ضمن منظمات العمل الطوعي وعليه اعتبر حديث المفوضية عن إجراءات إدارية أو قانونية محاولة لا تستند إلى أساس قانوني صريح.

وخزة ثانية

المجتمع المحسي… شرعية أقدم من الدولة

مجتمع المحس كغيره من مجتمعات السودان يمتلك تاريخا طويلا من التنظيم الأهلي والأدوار الاجتماعية التي سبقت قيام الدولة الحديثة ومن هذا الإرث نشأ الاتحاد كتعبير مباشر عن مطالب الناس بعيداً عن البنية البيروقراطية.
لذلك الاتحاد لا يحتاج لترخيص حكومي كي يرفع صوت المواطنين ويدافع عن مصالح المنطقة.

وخزة عند اللزوم

قبل محاسبة الآخرين… فلتراجع المفوضية نفسها

بدلاً من توجيه اللوم للاتحاد يطالب المواطنون مفوضية العون الإنساني بمراجعة أداء مؤسستها خاصة فيما يتعلق بكيفية اختيار ممثليها في المحليات وكفاءة الكوادر ووجودة الخدمات المقدمة للمواطن هذه التساؤلات التي يطرحها الشارع ليست استهدافاً بل ضرورة لمؤسسة حكومية يفترض أن تكون نموذجاً للشفافية والمهنية.

وخزة ثالثة

تجريم العمل الجماهيري… انحراف خطير في توقيت حرج

لهجة البيان توحي وكأنها تسعى لتقييد النشاط الجماهيري غير أن المطالبة بالحقوق ليست جريمة بل هي صلب العلاقة بين الدولة والمواطن وفي ظرف سياسي واجتماعي حساس كان من المهم أن تظهر المفوضية تفهما لا تشددا.

وخزة عميقة

مطالب شعبية بالتحقيق في أداء مدير المفوضية

يتداول أبناء المنطقة ملاحظات واتهامات تتعلق بمدير مفوضية العون الإنساني د. وائل ترتبط بفترة عمله السابقة في مستشفى حلفا العام.
ويؤكد المواطنون أن هذه النقاط مزاعم تحتاج تحقيقاً رسميا أبرزها اتهامات بارتباط تدهور المستشفى بسوء الإدارة علي حساب المستوصف الطبي الخاص له …
ذكر اسمه في قضية التأشيرات الشهيرة بحلفا. حادثة ضبط مادة البنقو داخل عربة تابعة للمستشفى في تلك الفترة.
ملاحظات حول ضعف تأهيل بعض موظفي المحليات التابعين للمفوضية.
لذلك نناشد ونهمس للوالي الغرض ليس الاتهام بل المطالبة بالتحقيق وتحصين مؤسسات الدولة من أي شبهات .المطلوب من المفوضية… إصلاح لا تهديد ..كان الأجدر بالمفوضية أن تعلن خطتها لإصلاح الجهاز ورفع كفاءة كوادرها وتحسين خدماتها بدلاً من إصدار بيان فطير أحدث توتراً غير ضروري.

وخزة اخيرة

رسالة مفتوحة لوالي الولاية: الشفافية أولاً

نناشد السيد الهمام والي الولاية بالتدخل العاجل وفتح تحقيق مستقل وشفاف حول أداء مدير مفوضية العون الإنساني والتأكد من سلامة إجراءات تعيينه …كما ندعو إلى بناء علاقة جديدة بين الدولة والمجتمع تقوم على الشفافية لا على التضييق على الأجسام المطلبية
فثقة المواطن لن تُستعاد بالبيانات المتوترة… بل بمؤسسات قوية ونزيهة تستحق الاحترام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى