ياسر عرمان يتحدث عن اجتماع سري للإسلاميين يقر التعبئة العامة

(دروب) 29 أكتوبر 2025 – كشف رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري، ياسر عرمان، عن عقد أجهزة الحركة الاسلامية السياسية والعسكرية والأمنية اجتماعاً بقيادة علي كرتي، أقرت فيه الدعوة للتعبئة العامة لمواجهة “مشاريع داخلية وخارجية تستهدف الإسلاميين”.
وقال عرمان في منشور على “فيسبوك” إن الاجتماع العاجل الذي تداعت له الحركة الإسلامية عُقد قبل 48 ساعة من سقوط مدينة الفاشر، وكان معني بتقييم ما جرى في شمال كردفان ومدينة بارا والسيطرة الوشيكة للدعم السريع على الفاشر.
وأضاف “قام الاجتماع بتقدير الموقف السياسي والعسكري، وتوصل لضرورة الدعوة للتعبئة العامة وإقناع قيادة الجيش بإعلانها باعتبارها الطريق الوحيد لدعم الجيش. كما توصل الاجتماع إلى أن التعبئة العامة سوف تجهض مشاريع داخلية وخارجية لقوى تعمل للقضاء على الحركة الاسلامية والدولة”.
وتابع “ومن ضمن أسباب سياسية عديدة ذكر الاجتماع، أن الخطر الرئيسي يتمثل في دعوة الرباعية لاستبعاد الإسلاميين وفك الارتباط بينهم والجيش، لأن ذلك سيقود لإضعاف الجيش والإسلاميين، وأن قيادة الجيش تحت الضغط قد تستجيب لهذه الدعوة”.
وأشار الاجتماع أيضاً بحسب عرمان إلى أن “وقف اطلاق النار الانساني واستبعاد الاسلاميين من العملية السياسية سوف ينهي مكاسب الحركة الاسلامية والمجاهدين والجيش ويعيد قوى العمالة لمسرح الأحداث”.
ومن ناحية عسكرية ذكر الاجتماع أن ما حدث في بارا وشمال كردفان والسيطرة الوشيكة على الفاشر سوف يشجع القوى الخارجية للسيطرة على السودان، وان اجتماعات واشنطن ستعزز الحملة المنادية بوقف الحرب وتدفع بها للواجهة”.
وزاد “أشار الاجتماع من ضمن قضايا أخرى إلى أن استهداف الحركة الاسلامية وإبعادها من جني ثمار الحرب وإيقاف توسعها سيتحقق ان لم يتم مقاومة خطة الرباعية بالدعوة للتعبئة العامة وإخراس كل صوت ينادي بوقف الحرب حتى تحقق الحركة الإسلامية أهدافها”.
وأكد الاجتماع أن التعبئة العامة ستمكن الحركة الإسلامية من عزل العناصر المتواطئة مع الخارج داخل الجيش والقوى التي تحارب معه، كما ستعيد الأجندة السياسية والعسكرية التي يقودها الإسلاميين، وفق عرمان.
وذكر أن “الاجتماع أمن على أن التعبئة العامة سوف تغلق الباب امام المتخاذلين وتعمل على التصدي للمخطط الواسع المدعوم خارجياً”.
التخلص من الثورة
وعلق عرمان على ما أورده بخصوص اجتماع الحركة الإسلامية، بقوله إن “خطة الحركة الإسلامية لا تهدف للدفاع عن السودان أو الجيش بل هي امتداد لخططها السابقة الرامية للتخلص من ثورة ديسمبر التي أسقطت نظامها في أبريل 2019.
وأوضح أن تلك الخطط بدأت بالانقلاب على الحكومة الانتقالية في 25 أكتوبر 2021، وأضاف “ولأن الانقلاب تم برأسين وأفشلته المقاومة الجماهيرية الواسعة وفجرت التناقضات داخل صفوفه، رأت الحركة الإسلامية أن الحل في الحرب والبل والجغم، ولأن هذه الحرب تحمل في احشائها كل تناقضات بناء الدولة السودانية وغياب المشروع الوطني والتدخلات الخارجية، فان الحركة الإسلامية الآن تقفز فوق كل ذلك وترى ان الحل يكمن في صب مزيد من الزيت على نار الحرب بالدعوة للتعبئة العامة”.
وذكر عرمان أن الحل يكمن في وقف الحرب وإنهائها بمخاطبة جذورها، مبياً أن الحرب تشكل خطراً غير مسبوق على المجتمع وتهدد وجود السودان نفسه بالزوال أو الانقسام.
وأشار إلى أن الحرب ذات امتدادات خارجية مرتبطة بنهب الموارد وبالصراع الجيوسياسي على موقع السودان الجغرافي والاقتصادي الفريد.
وقال إن “الشعارات المرفوعة على أسنة جميع البنادق باسم الحرب مخادعة ولا تخدم أي من مناطق السودان بشراً وجغرافيةً واستمرارها سيدمر النسيج الاجتماعي ويزيل السودان من خارطة الجغرافيا”.



