مفوض حقوق الإنسان يندد بمقتل عشرات المدنيين في كردفان

دروب 18 يوليو 2025 – أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن أسفه لمقتل العشرات من المدنيين في ظل استمرار الأعمال العدائية في إقليم كردفان السوداني خلال الأسبوع الماضي.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في بيان، مقتل ما لا يقل عن 60 مدنيًا في هجمات نفذتها قوات الدعم السريع على بلدة بارا بولاية شمال كردفان منذ 10 يونيو. مشيراً إلى أن منظمات مجتمع مدني أفادت بمقتل 300 شخص في هذه الهجمات.
كما أفادت تقارير بمقتل ما لا يقل عن 23 مدنيا وإصابة أكثر من 30 آخرين، جراء غارات جوية نفذها الجيش السوداني استهدفت قريتين في ولاية غرب كردفان في الفترة بين 10 و14 يوليو.
وأضاف “فضلا عن ذلك، قُتل ما لا يقل عن 11 مدنيا – جميعهم من أسرة واحدة – جراء غارة جوية نفذها الجيش السوداني على محلية بارا في 17 تموز”.
وقال فولكر تورك في البيان: “من المؤسف أنه بعد أكثر من عامين على اندلاع النزاع، لا تزال الأطراف المتحاربة في السودان تُظهر استخفافا صارخا بحياة المدنيين وسلامتهم”.
وتأتي هذه الخسائر البشرية الأخيرة بينما تتوالى تقارير مقلقة بشأن حشد قوات الدعم السريع لشن هجوم على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وفق البيان.
الأوضاع في الفاشر
كما أعرب مفوض حقوق الإنسان عن قلقه المستمر إزاء سلامة المدنيين في مدينة الفاشر، شمال دارفور، في أعقاب سلسلة من الهجمات التي نفذتها قوات الدعم السريع على المدينة المحاصرة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك هجوم بري وقع في 11 و12 يوليو، وأفادت التقارير بأنه أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.
وحذر فولكر تورك من أن تصاعد الأعمال العدائية في شمال دارفور وكردفان لن يؤديَ إلا إلى تفاقم المخاطر التي تهدد المدنيين، وتدهور الوضع الإنساني الكارثي في نزاع ألحق بالفعل معاناة لا توصف بالشعب السوداني.
وناشد المفوض السامي جميع من لهم نفوذ على الأطراف التحرك لوقف هذا التصعيد وضمان امتثال الطرفين المتحاربين لالتزاماتهما بموجب القانون الدولي، لا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
وجدد تورك دعوته الأطراف المتحاربة إلى ضمان وصول آمن، مستمر ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك عبر إقرار فترات توقف إنساني، واتخاذ ما يلزم من تدابير لمنع انتهاكات القانون الدولي ولجمها. وشدد على ضرورة التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة بشكل كامل ومستقل، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
من جهته حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن الوضع الإنساني في ولاية شمال دارفور يتدهور بسرعة بسبب الصراع المستمر والفيضانات وانهيار الخدمات الأساسية.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في وقت سابق من هذا الأسبوع في تدمير عشرات المنازل في منطقة دار السلام الواقعة جنوب الفاشر، مما أدى إلى نزوح أكثر من 400 شخص.
وبحسب ستيفاني تريمبليه من مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، تقيم العائلات النازحة حاليا مع المجتمعات المضيفة التي تعاني هي الأخرى.
وقالت تريمبليه – في المؤتمر الصحفي اليومي – إن العنف لا يزال يوقع خسائر فادحة في صفوف المدنيين، مشيرة إلى التقارير التي تفيد بمقتل خمسة أطفال خلال قصف على الفاشر، حيث يستمر القتال على جبهات متعددة.
كما أفادت تقارير بمقتل ستة أشخاص جراء قصف على سوق نيفاشا في مخيم أبو شوك المنكوب بالمجاعة.
وأوضحت تريمبليه أن الصراع حال دون وصول الناس إلى الغذاء والدواء والرعاية الصحية، مع تضرر أو تدمير العديد من المرافق الصحية. ويعاني مستشفى الفاشر للولادة – وهو المستشفى الرئيسي الوحيد الذي لا يزال يعمل في المنطقة – من اكتظاظ بالمرضى، ونقص حاد في الموظفين والموارد.