مسؤولة أممية تحذر من تسبب الصراع السوداني في حرب إقليمية

نيويورك 27 يونيو 2025 – قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، اليوم الجمعة، إن الصراع السوداني تسبب في فقدان الكثير من الأرواح، كما أصبح خطر اندلاع حرب إقليمية هائلا للغاية، بحيث لا يمكن السماح لهذا الصراع أن يستمر لفترة أطول.
ودعت بوبي في إحاطتها أمام اجتماع لمجلس الأمن عقد اليوم الجمعة لمناقشة الوضع في السودان، إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء معاناة الشعب السوداني.
وقالت: “لا تزال الظروف الأمنية مزرية، وتتميز بتغير خطوط المواجهة، والهجمات الجوية المتزايدة والعشوائية في كثير من الأحيان من قبل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، والهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات”.
وحذرت من أن ما يثير القلق بشكل خاص هو الاستخدام المتزايد للأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المسيرة بعيدة المدى، والذي وسع نطاق الأعمال العدائية ليشمل مناطق كانت مستقرة سابقا في البلاد.
وأضافت أن هذه الهجمات الجوية في المناطق المأهولة بالسكان “تسببت بالفعل في خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين ونزوح جماعي”، وهو اتجاه من المرجح أن يتفاقم خلال موسم الأمطار حيث تكون الحركة على الأرض أكثر صعوبة.
ونبهت المسؤولة الأممي إلى “العواقب بعيدة المدى للصراع في السودان والتي تتجاوز حدوده بكثير”، مشيرة إلى التقارير الأخيرة عن اشتباكات عنيفة في منطقة الحدود الثلاثية بين السودان وليبيا ومصر، والتي شملت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقوات تابعة للجيش الوطني الليبي، والتي “تثير قلقا بالغا وتُشير إلى تصعيد خطير”. وقالت بوبي: “لا يمكننا تحمل المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي وامتداد الصراع”.
إفلات من العقاب
وحذرت مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا من استمرار الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وقالت: “نشعر بالفزع إزاء انتشار العنف الجنسي، بما في ذلك ضد الأطفال، والهجمات على العاملين في المجال الإنساني”. وأضافت أن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وثق تضاعف عمليات القتل التعسفي للمدنيين ثلاثة أضعاف بين فبراير أبريل، والتي شملت عمليات إعدام بإجراءات موجزة في الخرطوم، نفذتها القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها ضد أشخاص مشتبه في تعاونهم مع قوات الدعم السريع، بما في ذلك على أساس الهوية العرقية.
وأعربت أيضا عن القلق البالغ إزاء الوضع في الفاشر، التي لا تزال قوات الدعم السريع تحاصرها.
وقالت: “إن الإفلات المتجذر من العقاب يُغذي هذه الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان. يجب محاسبة جميع أطراف النزاع على أفعالهم”.
وحدة السودان
وأشارت المسؤولة الأممية إلى تشكيل حكومة جديدة في السودان برئاسة كامل إدريس تحت مسمى “حكومة الأمل”. وأضافت أنه في غضون ذلك، لا تزال الانقسامات قائمة داخل “تحالف تأسيس” بقيادة قوات الدعم السريع حول تشكيل “حكومة موازية” مخطط لها في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقالت بوبي: “نشجع جميع الأطراف على الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه كعنصر أساسي لحل مستدام لهذه الأزمة. في هذا الصدد، من الضروري وجود قيادة مدنية لتشكيل توافق سياسي وصياغة رؤية شاملة لاستعادة انتقال سلمي بقيادة مدنية”.
وتطرقت إلى جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان، رمطان لعمامرة، داعية مجلس الأمن إلى الوحدة في تقديم الدعم الكامل لجهود المبعوث الشخصي، واستخدام نفوذه لدى الأطراف وداعميهم الخارجيين للضغط من أجل التزام حقيقي بالحوار وخفض التصعيد.