السلطات السودانية تطارد لاجئيها في أوغندا برسوم تعليم باهظة

دروب 16 مايو 2025 – فرضت السلطات السودانية رسوما باهظة على الطلاب اللاجئين في دولة أوغندا ويدرسون المنهج السوداني، وفق أولياء أمور تحدثوا لـ”دروب”.
بلغت الرسوم المفروض حوالي 100 دولار لكل طالب، مما يهدد المئات بقطع تعليمهم نظراً لظروف اللجوء المتدهورة اقتصاديا التي تعيشها أسرهم.
وأبلغ أولياء أمور طلاب سودانيون يقيمون في مخيم اللاجئين في منطقة بيالي شمالي العاصمة الأوغندية كمبالا “دروب” أن مدرسة الصداقة السودانية فرضت مبلغ 317 شلنق أوغندي، نحو 250 الف جنيه سوداني كرسوم امتحانات للطلاب في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.
وأمهلت مدرسة الصداقة أولياء الأمور مهلة 48 ساعة فقط لسداد الرسوم، وإلا سيتم حرمان الطلاب من الجلوس إلى الامتحانات، موضحة أن الرسوم وضعتها وزارة التربية والتعليم في السودان.
ويوجد نحو 240 طالب وطالبة سودانيين يدرسون في مدرسة الصداقة بمخيم اللاجئين في منطقة بيالي شمال أوغندا، وهم يواجهون خطر الحرمان من الجلوس لامتحانات النقل الدورية، بعدما عجز أولياء أمورهم عن دفع الرسوم المفروضة.
تنديد بالرسوم
ندد بعض أولياء أمور الطلاب في مخيم اللاجئين بالرسوم المفروضة على الامتحانات، واعتبروها غير قابلة للتنفيذ، معلنين عن تشكيل لجنة للتوجه إلى السفارة السودانية في العاصمة كمبالا لمناقشة الأمر مع السفير.
وأشار أولياء الأمور في مقاطع فيديو مصورة تنشرها “دروب” إلى أن مدرسة الصداقة تعاملهم كمغتربين وليس لاجئين موجودين في مخيم أيواء.
وأكدوا أن القرار الأصلي الصادر عن وزارة التربية والتعليم السودانية يحدد الرسوم بـ45 دولارًا، ما يعادل 160 ألف شيلينق أوغندي.
ويواجه آلاف اللاجئين السودانيين في أوغندا تحديات عدّة، في مقدمتها غلاء المعيشة وارتفاع تكاليف السكن والتعليم والعلاج، بالإضافة إلى حاجز اللغة الذي يضاعف غربة المهاجرين، ويطيل طريق اندماجهم.
وقال أحد أولياء الأمور إنه تفاجأ بفرض رسوم على طلاب المرحلتين المتوسطة والابتدائية بمبلغ 317 ألف شيلينق.
وأضاف أن الرسوم كبيرة على الطلاب وأن اللاجئين في المعسكر لا يستطيعون دفع هذا المبلغ في فترة زمنية قصيرة. وتابع أنهم يعتمدون بشكل كلي على الدعم الشهري من المنظمات.
وقالت ولية أمر طالب آخر إنهم يعملون على توفير الكتب والزي المدرسي لأبنائهم الطلاب بعد أن تنازل الأساتذة عن حقوقهم لمساعدة الطلاب على مواصلة تعليمهم، على أمل أن يتمكنوا من العودة إلى الوطن دون أن يفقدوا فرصتهم في التعليم.
مطالب بالإعفاء
يقول مسؤول الإعلام بمكتب اللاجئين السودانيين في بيالي، معمر القذافي، لـ”دروب” إنهم فوجئوا بقرار من مدرسة الصداقة التي كان من المقرر أن يمتحن فيها طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، يطالب بدفع رسوم قدرها 100 دولار أو ما يعادلها اليوغندي 367 ألف شيلينق، مع التنازل عن 50 ألف شيلينق، ليصبح المبلغ المطلوب 317 ألف شيلينق يجب دفعها خلال 48 ساعة.
وأضاف أن هذا المبلغ يمثل عبئًا كبيرًا على اللاجئين الموجودين داخل معسكر كرياندنقو للنازحين بمنطقة بيالي.
وأشار إلى أن هناك معلمين متطوعين يعملون على إعداد الطلاب للامتحانات، وأنهم مصرون على أن يدرس أبناؤهم المنهج السوداني حتى يجتازوا مراحل محددة ومن ثم ينتقلوا إلى المنهج اليوغندي.
وأوضح أن أولياء الأمور كونوا لجنة لمقابلة السفارة في كمبالا للمطالبة بالإعفاء من الرسوم، مشيرًا إلى أن الرسوم المفروضة من وزارة التربية والتعليم في السودان تبلغ 45 دولارًا، إلا أن مدرسة الصداقة ضاعفت الرسوم بحجة رسوم نقل الامتحانات.
واعتبر القذافي، أن مدرسة الصداقة تعامل اللاجئين كأنهم مغتربون وليسوا لاجئين، مطالبًا بإعفاء الطلاب من الرسوم التي تبلغ 800 دولار للطالب الواحد في السنة.
وأشار إلى أن عدد الطلاب في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة يبلغ 240 طالبًا، منهم 40 طالبًا في المرحلة الابتدائية و200 طالب في المرحلة المتوسطة، وإن لم يتم إعفاؤهم من الرسوم سيفقدون فرصة الجلوس للامتحان.
وتابع أن هناك مشكلة أخرى تواجه طلاب المرحلة الثانوية، حيث إن مشكلتهم كانت مطروحة قبل تأجيل الامتحانات السابقة.
ويعاني اللاجئون في معسكر كرياندقو بمقاطعة بيالي شمال اوغندا بشكل يومي من تفشي الأمراض المزمنة مثل الإسهال والملاريا والتيفويد والأمراض الجلدية، نتيجة سوء الصرف الصحي والمياه الملوثة، بجانب معاناة الأطفال من سوء التغذية، بسبب نقص الغذاء والسكن، مما يؤثر بشكل كبير على صحتهم ونموهم.
ويفتقر المعسكر إلى الخدمات الصحية المتكاملة، نسبة لنقص العيادات الطبية والمستشفيات. كما لا يستطيع عدد من اللاجئين في بيالي الحصول على العلاج في الوقت الملائم، بسبب عدم توفر الإمكانات لشراء الأدوية مع الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها.