أخبار

الأمم المتحدة: الهجمات على بورتسودان تفاقم المعاناة الإنسانية

بورتسودان 6 مايو 2025 – أعربت  منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا سلامي، اليوم الثلاثاء، عن صدمتها وقلقها العميق إزاء تكثيف الهجمات بالطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية في مدينة بورتسودان التي تعد المركز الإنساني الرئيسي في البلاد.

جاء ذلك على خلفية القصف الذي تعرضت له مواقع استراتيجية في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، بينها قاعدة “فلامنقو” العسكرية وقاعدة عثمان دقنة الجوية، فضلًا عن مطار بورتسودان ومستودعات وقود رئيسية.

وقالت نكويتا سلامي في بيان صحفي إن “مثل هذه الهجمات لن تؤدي سوى إلى تعميق المعاناة والاحتياجات الإنسانية، وتفاقم التحديات اللوجستية والصعوبات التي تواجهها الجهات الفاعلة الإنسانية في إيصال المساعدات العاجلة إلى بقية أنحاء البلاد”.

وأضافت أن مطار بورتسودان الدولي يعد “شريان حياة” للعمليات الإنسانية، حيث يستخدم كنقطة دخول رئيسية للعاملين في المجال الإنساني والإمدادات الطبية وغيرها من مواد الإغاثة المنقذة للحياة إلى السودان.

وأضافت أن توافر الوقود في بورتسودان أمر بالغ الأهمية لإرسال الإمدادات الإنسانية إلى المناطق التي هي في أمس الحاجة إلى المساعدة في جميع أنحاء السودان.

وشددت منسقة الشؤون الإنسانية على أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية قد تُعطل سلاسل التوريد وترفع أسعار السلع الأساسية، “مما يُفاقم المعاناة الإنسانية في ما يعتبر بالفعل أكبر أزمة إنسانية في العالم”.

امتداد الحرب

تأتي الضربات الأخيرة في أعقاب سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيرة خلال الأيام الماضية على البنية التحتية المدنية في بورتسودان وكسلا، وهما مدينتان تمثلان إلى حد كبير ملاذين آمنين للمدنيين الذين نزحوا عدة مرات خلال الصراع المدمر. وقد أجبرت الهجمات الأخيرة على مطار كسلا في شرق السودان النازحين الذين لجأوا إلى موقع بالقرب منه على الانتقال مرة أخرى.

ومنذ بداية العام، تسببت الهجمات على البنية التحتية، مثل محطات الطاقة ومحطات المياه الفرعية ومصافي النفط في جميع أنحاء البلاد، في انقطاعات واسعة النطاق للكهرباء وعرقلت الوصول إلى الحقوق والخدمات الأساسية، بما في ذلك مياه الشرب المأمونة للمدنيين والرعاية الصحية والإمدادات الغذائية.

وفي هذا الصدد، قالت نكويتا سلامي إن هذه الهجمات تُمثل انتهاكات خطيرة للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية، “وتعكس فشلا مستمرا في الامتثال لمبادئ التمييز والتناسب والحيطة”.

ودعت جميع الأطراف المتورطة في الصراع في السودان إلى وقف الأعمال العدائية، مشددة على ضرورة اتخاذ “كل التدابير اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية”.

ولليوم الثالث على التوالي تستيقظ مدينة بورتسودان شرقي السودان  على دوي الانفجارات والحرائق، نتيجة قصف مواقع استراتيجية يرجح أنها عبر طائرات مسيرة تتبع لقوات الدعم السريع.

استهدف القصف اليوم الثلاثاء مطار بورتسودان وقاعدة  فلمنقو العسكرية التابعة للجيش السوداني ومستودعات للوقود بالقرب من الميناء الجنوبي، بالإضافة إلى  فندق كورال “مارينا” الواقع على مقربة من بيت الضيافة الذي يقيم فيه  قائد الجيش وبعض أعضاء حكومته.

وأفاد مصدر عسكري “دروب” بأن عددًا من الجنود المرابطين في قاعدة “فلمنقو” العسكرية المطلّة على ساحل البحر الأحمر قد قتلوا اليوم الثلاثاء نتيجة الاستهداف المباشر الذي تعرضت له القاعدة ضمن منشآت أخرى بمدينة بورتسودان.

ولم يعط المصدر تفاصيل حول عدد القتلى وفئاتهم لكنه أشار إلى أن حجم الانفجار كان كبيرًا ومفاجئاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى