تقارير

مقتل عسكريين في قاعدة “فلمنقو”.. تفاصيل الهجوم على بورتسودان

بورتسودان 6 أبريل 2025 – أفاد مصدر عسكري “دروب” بأن عددًا من الجنود المرابطين في قاعدة “فلمنقو” العسكرية المطلّة على ساحل البحر الأحمر قد قتلوا اليوم الثلاثاء نتيجة الاستهداف المباشر الذي تعرضت له القاعدة ضمن منشآت أخرى بمدينة بورتسودان.

ولم يعط المصدر تفاصيل حول عدد القتلى وفئاتهم لكنه أشار إلى أن حجم الانفجار كان كبيرًا ومفاجئاً.

ولليوم الثالث على التوالي تستيقظ مدينة بورتسودان شرقي السودان  على دوي الانفجارات والحرائق، نتيجة قصف مواقع استراتيجية يرجح أنها عبر طائرات مسيرة تتبع لقوات الدعم السريع.

استهدف القصف اليوم الثلاثاء مطار بورتسودان وقاعدة  فلمنقو العسكرية التابعة للجيش السوداني ومستودعات للوقود بالقرب من الميناء الجنوبي، بالإضافة إلى  فندق كورال “مارينا” الواقع على مقربة من بيت الضيافة الذي يقيم فيه  قائد الجيش وبعض أعضاء حكومته.

وقال “شهود عيان” لـ”دروب” إن دوي الانفجارات سُمع في أجزاء متفرقة من مدينة بورتسودان حول المطار ومحطة الكهرباء وفندق مارينا وسط المدينة، كما دوت الانفجارات في محيط قاعدة فلامنغو العسكرية شمالي المدينة، مما تسبب في تصاعد كثيف  للدخان وألسنة اللهب.

من جهتها قالت مصادر لـ”دروب” إن حجم الأضرار التي أصابت مطار بورتسودان والقاعدة العسكرية ومحطة  الكهرباء، ومستودعات الوقود بمنطقة ترانزيت بالقرب من الميناء الجنوبي الرئيسي في بورتسودان، إضافة إلى الفندق، نتجت عنها خسائر مادية كبيرة يجري العمل على تقيمها.

محاولات إطفاء الحريق صورة “دروب”

التحقيق مع  مدير الفندق

كذلك أفادت مصادر “دروب” بأن السلطات الأمنية بمدينة بورتسودان اقتادت مدير فندق كورال “مارينا” للتحقيق معه بعد تصريحاته لإحدى القنوات الفضائية التي أفصح فيها عن هوية بعض النزلاء بالفندق.

وكان مدير الفندق قد أفاد بأن السفير المصري وفريقه يقيمون بالفندق، كما يوجد بالفندق فريق طبي سعودي، قال أن جميع النزلاء بخير.

وأضاف أحد المصادر أن “التحقيق مع المدير جاء نتيجة ادلائه بمعلومات غير صحيحة، لأن السفير المصري وطاقمه  قد انتقلوا من الفندق قبل فترة طويلة من وقوع الحادث”.

وأوضح أن أغلب الموجودين في الفندق سودانيين ولا توجد جنسيات أجنبية،  وجميعهم بخير ولم يصاب أي مواطن بأذى، وفق قوله. مبيناً أن الفندق تعرض لاستهداف بصاروخ موجه أصاب القبة وسقط في مكان استقبال الفندق.

وأدانت جمهورية مصر الاستهداف الذي طال منشآت وبنى تحتية مدنية في مدينة بورتسودان، وفق بيان وزارة الخارجية المصرية.

وقال البيان إن القصف الذي تعرضت له مواقع متعددة في بورتسودان يشكل “تصعيدًا خطيرًا ينعكس سلبًا على جهود تثبيت وقف إطلاق النار، ويعرقل وصول المساعدات الإنسانية، ويزيد من معاناة المدنيين”.

نزوح المواطنين

إلى ذلك أكد شهود عيان لـ”دروب” أن عدد من مواطني منطقتي “هوشيري” و”كلينايبب” المجاورتين  لمطار بورتسودان نزحوا من منازلهم بعد أن تطايرت  شظايا من الانفجارات قرب مساكنهم.

وعلقت سلطة الطيران المدني الرحلات الجوية من وإلى مطار بورتسودان الدولي خلال اليوم الثلاثاء، داعية شركات الطيران العاملة بإعادة برمجة الرحلات وتوفيق أوضاع المسافرين.

وأمس الإثنين علقت الخطوط الجوية المصرية، رحلاتها من وإلى مدينة بورتسودان، في حين لم تصدر بقية شركات الطيران المتعاملة مع المطار بيانات مماثلة.

اتهام الإمارات

واتهمت الحكومة السودانية دولة الإمارات العربية المتحدة بالوقوف وراء الهجمات، مشيرة إلى استخدام طائرات مسيرة بعيدة المدى وأخرى انتحارية في تنفيذها.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الإعيسر في تصريحات اليوم، الثلاثاء  إن مدينة بورتسودان تعرّضت لهجوم جديد عبر طائرات مسيّرة استهدف الميناء الجنوبي ومواقع استراتيجية أخرى بينها مطار المدينة، ولم يُبلغ حتى الآن عن وقوع خسائر بشرية.

وأضاف أن الأجهزة الأمنية السودانية، بما فيها الدفاع المدني، تقوم بواجبها في تأمين المدينة والتعامل مع التهديدات.

أزمة وقود

وبدأت ملامح أزمة وقود تلوح في مدينة بورتسودان، وذلك بعد استهداف طائرة مُسيّرة يوم الإثنين، مستودعات الغاز والوقود الإستراتيجية بمدينة بورتسودان العاصمة الادارية المؤقتة للسودان.

وقال “شهود عيان” إن طلمبات الوقود بمدينة بورتسودان تشهد ازدحامًا كبيرًا منذ الساعات الأولي من صباح اليوم الثلاثاء.

وأشاروا إلى أن السماسرة يستغلون الوضع لخلق أزمة وندرة  ورفع أسعار الوقود، مستغلين خوف المواطنين من استمرار الاستهداف لمحطات الوقود بالمدينة.

ويرى خبراء اقتصاديون أن استهداف محطات الوقود بمدينة بورتسودان سيؤدي إلى حدوث ندرة وارتفاع  في الأسعار في السودان في الأيام القادمة.

وأكدوا أن السودان يعتمد بشكل مباشر على الوقود الذي يأتي من البحر الأحمر بعد تدمير مصفاة الجيلي وتوقف جميع آبار البترول في مناطق الإنتاج بسبب استمرار العمليات العسكرية الجارية في البلاد.

وتوقع الخبراء أن تتردد  بواخر الوقود في الوصول إلى موانئ البحر الأحمر في ظل استمرار القصف بالطيران المسير والصواريخ التي يُرجح أن القصد منها زعزعة أمن البحر الأحمر.

اشتعال النيران في مستودعات وقود في بورتسودان صورة “دروب”

انقطاع الكهرباء

بالتزامن مع الحرائق التي اندلعت مواقع متفرقة في بورتسودان ضربت طائرات مسيرة محطة بورتسودان التحويلية للكهرباء مما ادى الى انقطاع كامل للتيار الكهربائي، وفق شركة كهرباء السودان.

وقالت الشركة في تعميم صحفي إن ما تعرضت له المحطة التحويلية يندرج تحت الاستهداف الممنهج لمحطات الكهرباء وبصورة متكررة  مما ينعكس سلبا على خدمات المواطنين في المياه والصحة وغيرها.

وطمأنت الشركة المواطنين بأن الفريق الفني من مهندسين وفنيين وعمال في موقع الحدث لتقييم الأضرار.

وتعيش اليوم معظم انحاء السودان في إظلام كامل بسبب الحرب، حيث انضمت ولاية البحر الأحمر إلى ولايات “الشمالية ونهر النيل والجزيرة وأجزاء من ولاية الخرطوم” التي انقطعت عنها الكهرباء بسبب تعرض سد مروي لاستهداف متكرر بالطائرات المسيرة.

يشار إلى أن 5 ولايات في إقليم دارفور و3 في كردفان تعيش في إظلام منذ الشهور الأولى لاندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، كما تعرضت المحطات الكهربائية في تلك المناطق إلى التدمير نتيجة القصف العشوائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى