أخبار

طفلة محرومة من الرعاية الوالدية تواجه تهمة عقوبتها “الاعدام” بالسودان

كسلا 31 مارس 2025 تحتجز السلطات في ولاية كسلا شرق السودان، منذ أكثر من شهر الطفلة “هناء” 16 عاماً، إحدى  الأطفال فاقدي الرعاية الوالدية، وذلك على ذمة قضية مقتل الطفلة “تغريد محمد” بعد أن وجهت لها تهمة تحت المادة 130 التي تصل عقوبتها الاعدام.

تعود تفاصيل القضية إلى أن الطفلة تغريد (13 عاما) تعرضت للضرب بعصا غليظة في أجزاء متفرقة من جسدها، بواسطة الشرطي المسؤول من تأمين الدار، بعد أن وجدها تتشاجر مع إحدى الطفلات، ما أدى إلى حدوث نزيف داخلي تسبب في وفاتها لاحقا، وفق التقرير الطبي.

وكشف مصدر مطلع لـ”دروب” أن الشرطة تستعد لتسليم الملف للنيابة عقب انتهاء عطلة عيد الفطر تمهيدًا لنقل القضية إلى المحكمة، بعد اجبار المتهمة تسجيل اعترافا في يوميات التحري تحت التعذيب.

الطفلة التي تواجه تهمة القتل العمد

كانت الطفلة “تغريد” لفظت أنفاسها الأخيرة في فبراير الماضي بدار الأطفال فاقدي السند الذي انتقل من الخرطوم إلى مدينة حلفا، بعد تعرضها لضرب عنيف من الشرطي المسؤول عن تأمين المدرسة يستخدمونها مركزا للإيواء، وفق مسؤولة بالدار ومصادر “دروب”.

وعقب وفاة “تغريد” ألقت الشرطة في ولاية كسلا القبض على 5 طفلات بدار الأطفال فاقدي الرعاية الأبوية بمدينة حلفا الجديدة، ولاحقا أطلقت سراح أربعة منهن ووجهت التهمة للطفلة الخامسة “هناء” بقتل زميلتها بالدار.

وكان شهود تحدثوا لـ “دروب” في وقت سابق أن الطفلة “تغريد” بعد تعرضتها للضرب من الشرطي المسؤول؛ وأبلغت صديقاتها بما حدث معها، قبل أن تفارق الحياة.

تعذيب واعتراف

علمت “دروب” من مصادر موثوقة أن أفرادا من إدارة المباحث بقسم شرطة كسلا أجبروا الطفلة “هناء” التي تعاني من اضطرابات نفسية، على تسجيل اعتراف تحت التعذيب في يوميات التحري، يفيد بقتل زميلتها “تغريد” في حين تركت الشرطي طليقا على الرغم من أن التقرير الطبي أثبت حدوث الوفاة نتيجة كسر في عنق الرقبة والنخاع الشوكي ونزيف داخلي حاد.

وقال شاهد لـ”دروب” إن الشجار الذي وقع بين الضحية وصديقتها كان عاديا ويحدث بين الفتيات بين الحين والآخر ولا يمكن أن يؤدي إلى كسر في الرقبة أو النخاع الشوكي.

وأضاف “من الواضح أن الشرطة تسعى لتبرئة منسوبها الذي ارتكب الجريمة وتحميل الفتيات وزر فعلته”، مشيرا إلى وجود شهود كانوا حضورا أثناء المشكلة حيث شاهدوا الشرطي كيف كان يضرب المجني عليها بعنف مفرط، وفق قوله.

وكان وزير التنمية الاجتماعية بولاية كسلا، عمر عثمان، وجه جهات الاختصاص على مستوى الشرطة والأمن ونيابة الطفل والطب الشرعي، بتولي الاجراءات القانونية الجنائية “ليأخذ القانون مجراه” حسب تقرير الطبيب الشرعي وتوجيه نيابة الطفل المختصة بافصاحها الجنائي لتحديد البينة ثم اصدار العقوبة المقررة على الجاني.

فيما قال الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة، عبد القادر عبد الله، إن الأطفال فاقدي السند تحت رقابة المجلس ووزارة التنمية الاجتماعية الاتحادية والقوات النظامية والشركاء الوطنيين والدوليين، ويوفرون لهم كل سبل الحماية والرعاية، حيث خصصت لهم كل أسباب الوقاية اللازمة، خصوصا بعد مواجهتهم شبح الحرب.

ويعيش الأطفال فاقدي السند في بيئة قاسية، بعد أن جرى توزيعهم على مركزا للإيواء بمدينة حلفا الجديدة يفتقر لأدنى مقومات الحياة، عقب وصولهم من مدينة ود مدني شرقي البلاد، في أعقاب اجتياحها بواسطة قوات الدعم السريع في ديسمبر كانون الأول من العام 2023.

وكانت وزارة التنمية الاجتماعية المسؤول المباشر من الأطفال فاقدي السند، أشرفت على نقلهم من مقر اقامتهم بالعاصمة الخرطوم إلى مدينة ود مدني بعد أيام قليلة من نشوب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في ممنتصف أبريل نيسان 2023، بسبب وجودهم في مرمى النيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى