اليونسكو تطلق تدابير عاجلة لحماية مواقع التراث الثقافي في شمال السودان

مروي 12 أغسطس 2025 – أعلنت “اليونسكو” اليوم الثلاثاء عن تنفيذ حزمة من التدابير الطارئة لحماية مواقع التراث العالمي الثقافي في السودان، استجابة للتأثيرات المتزايدة نتيجة لتغير المناخ وظروف الحرب التي تشهدها البلاد.
وقالت في نشرة وزعتها على وسائل الاعلام إن التدابير تركز على تعزيز الحماية والقدرة على الصمود للمواقع الأثرية بجزيرة مروي، بما في ذلك أهرامات البجراوية والمدينة الملكية.
ويتولى الإشراف على تنفيذ هذه الأنشطة مكتب اليونسكو في السودان بالتعاون مع خبراء محليين، تحت إشراف د. عبد الرحمن علي، وبقيادة د. محمود سليمان بشير، مدير الموقع، وفق النشرة.
تشمل الاجراءات العاجلة على الأرض، تدابير وقائية مثل إزالة الكثبان الرملية وفتح مصارف مياه الأمطار في أهرامات البجراوية. وتنظيف الغطاء النباتي الكثيف من المدينة الملكية بمروي.
مهددات متزايدة
من جهته أوضح مدير موقع التراث العالمي بجزيرة مروي، محمود سليمان، أن التغيرات المناخية تمثل خطراً مباشراً على المواقع الأثرية، مع تزايد معدلات الأمطار خلال العامين الماضيين وتراكم الكثبان الرملية أمام الأهرامات، مما يعرض الحجر الرملي الهش للتعرية.
وأضاف أن الرياح والأمطار والرطوبة أسهمت في نمو كثيف للأشجار، فيما يشكل غياب أنظمة تصريف المياه تهديداً مباشراً للمبانى الأثرية.
وأشار سليمان إلى أن الحرب المندلعة منذ 2023 أدت إلى تشتت الكوادر العاملة، مما يستدعي دعماً إضافياً لتأمين عودتهم ومواصلة العمل، خاصة قبيل موسم الأمطار.
ودعا سليمان إلى توفير دعم مالي وفني أكبر لتنفيذ إجراءات إسعافية عاجلة، إلى جانب وضع خطط طويلة الأمد لترميم الأهرامات وتأهيل الكوادر وتوفير مواد الترميم، إضافة إلى إجراء دراسات متخصصة حول تأثيرات المناخ على المنطقة لضمان استدامة الجهود.
وأكد أن أهرامات البجراوية ومعابدها الجنايزية تحمل سجلاً فريداً لتاريخ الملوك والملكات السودانيين، وتشكل رمزاً للهوية الوطنية وواجهة حضارية عالمية تستحق الحماية العاجلة والمستمرة.