الأمم المتحدة: أجساد النساء أصبحت مسرحا للجريمة في السودان

(دروب) 11 نوفمبر 2025 – حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من أن هناك أدلة متزايدة على أن الاغتصاب “يستخدم عمدا وبشكل منهجي” في السودان، مشددة على أن النساء والفتيات “لسن مجرد إحصائيات، بل هن مقياس إنسانيتنا المشتركة”.
ونشرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة تقريرا اليوم الثلاثاء يركز على الأبعاد الجنسانية لانعدام الأمن الغذائي في السودان.
وقالت آنا موتافاتي، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا، للصحفيين في جنيف عقب نشر التقرير، إنه في كل يوم “يتأخر فيه العالم عن اتخاذ إجراء بشأن السودان، تلد امرأة أخرى تحت وطأة القصف، أو تدفن طفلها جوعا، أو تختفي دون عدالة”.
وقالت إن النساء أبلغن عن معاناتهن من الجوع والنزوح والاغتصاب والقصف في الفاشر، “قلب الكارثة الأخيرة في السودان”، حيث “وضعت النساء الحوامل أطفالهن في الشوارع بعد نهب وتدمير آخر مستشفيات الولادة المتبقية”.
وكانت قوات الدعم السريع قد استولت على عاصمة ولاية شمال دارفور بعد أكثر من 500 يوم من الحصار في أواخر أكتوبر، وسط تقارير عن فظائع واسعة النطاق، بما في ذلك الإعدامات بإجراءات موجزة والعنف الجنسي.
وقالت موتافاتي إن آلاف النساء والفتيات فررن من المدينة بسبب تدهور الأوضاع إلى مناطق أخرى في شمال دارفور، بما في ذلك طويلة، التي تبعد حوالي 70 كيلومترا، وكورما ومليط، حيث يُعدّ الوجود الإنساني “ضئيلا للغاية”.
وأضافت: “ما تخبرنا به النساء هو أنه خلال رحلتهن المروعة، كانت كل خطوة يخطينها لجلب الماء، أو جمع الحطب، أو الوقوف في طابور الطعام تحمل مخاطر عالية للعنف الجنسي”.
وحذرت موتافاتي من أن أجساد النساء “أصبحت مسرحا للجريمة في السودان”، مؤكدة على أنه “لم تعد هناك أي أماكن آمنة” يمكن للنساء فيها الحصول على الحماية أو الرعاية النفسية والاجتماعية الأساسية.
وقالت المسؤولة الأممية إن “الكرامة الأساسية انهارت أيضا”، موضحة أن عبوة الفوط الصحية الواحدة في شمال دارفور تُكلف حوالي 27 دولارا، بينما تبلغ في المتوسط قيمة المساعدة النقدية الإنسانية أقل بقليل من 150 دولارا شهريا لأسرة مكونة من ستة أفراد.
وتحدثت موتافاتي عن “قرارات مستحيلة” تتخذها الأسر “المجبرة على الاختيار بين الغذاء والدواء والكرامة”، مؤكدة أن الاحتياجات الأساسية للنساء والفتيات “تقع في أسفل تلك القائمة”.
وقالت: “قد لا تتناول معظم النساء والفتيات الطعام على الإطلاق في السودان. غالبا ما تتجنب النساء وجبات الطعام ليتمكن أطفالهن من تناول الطعام، بينما تحصل المراهقات في كثير من الأحيان على أقل حصة، مما يقوض تغذيتهن وصحتهن على المدى الطويل”.
وحذرت موتافاتي من أن الجوع الذي تعاني منه النساء له “تأثير مضاعف”، حيث يبلغ العاملون في مجال الصحة عن تزايد حالات سوء التغذية الحاد الوخيم لدى الرضّع، والذي غالبا ما يرتبط بانخفاض قدرة أمهاتهم الجائعات على الرضاعة الطبيعية.
كارثة وشيكة
من جانبها، حذرت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب من أن انعدام الأمن الشديد والانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان في الفاشر قد أدت إلى موجة نزوح هائلة وفاقمت الأزمة الإنسانية.
وقالت في بيان اليوم الثلاثاء، إن فرق المنظمة تستجيب للاحتياجات حيث يمكن، “لكن انعدام الأمن ونفاد الإمدادات يعني أننا لا نصل إلا إلى جزء ضئيل من المحتاجين”.
وأضافت أنه بدون وصول آمن وتمويل عاجل، “تُواجه العمليات الإنسانية خطر التوقف التام في اللحظة التي تكون فيها المجتمعات في أمس الحاجة إلى الدعم”.
وخلال الأسبوعين الماضيين، أدى القصف العنيف والهجمات البرية في الفاشر ومحيطها إلى نزوح ما يقرب من 90 ألف شخص، بينما لا يزال عشرات الآلاف من المدنيين محاصرين داخل المدينة.
وفي الفترة ما بين 26 أكتوبر و9 نوفمبر، فرّ ما يُقدر بـ 38,990 شخصا من القتال في شمال كردفان.
ورغم تزايد الاحتياجات، أصبحت العمليات الإنسانية الآن على شفا الانهيار، حيث أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن المستودعات شبه فارغة، وأن قوافل المساعدات تواجه انعدام الأمن بشكل كبير، وأن القيود المفروضة على الوصول لا تزال تحول دون إيصال المساعدات الكافية.



