قوى سياسية تقلل من جدوى اجتماع الاتحاد الأفريقي بشأن الأزمة السودانية

خاص 29 سبتمبر 2025 – قللت قوى سياسية من جدوى اجتماع الاتحاد الافريقي الذي دعا لعقده في أكتوبر المقبل بشأن الأزمة السودانية، قائلة إن الأولوية لوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية.
وكان الاتحاد الافريقي قد أرسل دعوات للقوى السياسية السودانية بشأن عقد اجتماع في مقره بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، لمناقشة أزمة البلاد والتوافق على رؤية سياسية تقود لوقف الحرب التي اقتربت من اكمال عامها الثالث.
هدنة إنسانية
وقال الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، د. محمد بدر الدين، إن الأولوية في الوقت الراهن لإعلان هدنة إنسانية تتيح توصيل المساعدات إلى المناطق المتضررة، مؤكداً أن أي اجتماع سياسي “لن يكون ذا جدوى طالما القتال مستمر بين الطرفين”.
وأوضح في تصريح لـ”دروب” أن معظم القوى السياسية المدعوة متفقة على ضرورة وقف الحرب وتحسين الأوضاع الإنسانية قبل الانخراط في أي عملية سياسية، منتقداً في الوقت ذاته طريقة الاتحاد الأفريقي في توجيه الدعوات دون مشاورة الأطراف السودانية حول أجندة اللقاء والمشاركين.
وشدد بدر الدين على أهمية منح القوى المدعوة مساحة للتشاور عبر لجنة سياسية مشتركة لترتيب الاجتماع، محذراً من أن فشله سيكون امتداداً لسابقاته ما لم يُبنَ على مشاورات حقيقية. كما لفت إلى أن مقترح “الرباعية” بشأن هدنة إنسانية يمثل فرصة ينبغي للطرفين المتحاربين التقاطها.
مشاورات واسعة
من جانبه، أكد الناطق الرسمي لتحالف “صمود”، د. بكري الجاك، أن التحالف بعث بمذكرة إلى محمد بن شمباس، مبعوث الاتحاد الأفريقي، تضمّنت ملاحظات حول ما وصفه بـ”الموسمية” في تعاطي الاتحاد مع الأزمة السودانية، بدلاً من الانخراط المستمر في متابعة التطورات.
وأشار في تصريح لـ”دروب” إلى أن نجاح أي اجتماع يتطلب مشاورات واسعة وحقيقية مع الكتل الرئيسية حتى تصبح العملية السياسية “ملكا للسودانيين وبقيادتهم”، معتبراً أن المدخل الحالي لا يحقق الحد الأدنى لضمان نجاح المشاورات أو إيقاف الحرب.
في المقابل، شكك محللون سياسيون في توقيت الدعوة، معتبرين أنها تتزامن مع جهود “الرباعية” وما طرحته من خارطة طريق، ما قد يثير التساؤلات حول نوايا الاتحاد الأفريقي.
الأولوية لوقف الحرب
وقال د. مصعب فضل المرجي، أستاذ العلوم السياسية في حديث لـ”دروب”، إن الاجتماع قد يكون محاولة “لقطع الطريق أمام الرباعية”، مستبعداً نجاحه في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يمر بها السودانيون. وأضاف: “الأولوية الآن هي إسكات صوت البندقية، وبعدها يمكن التوافق على صيغة لحل الأزمة السودانية”.
وتأتي دعوة الاتحاد الافريقي متزامنة مع تحركات دولية وإقليمية لوقف الحرب بالسودان، وذلك بعد ان دعت دول الرباعية التي تضم “الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، الإمارات العربية المتحدة”، إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان، لتمكين وصول المساعدات الإنسانية على وجه السرعة على أن يتبعها وقف دائم لإطلاق النار.
وكانت دول الرباعية أكدت على وحدة وسيادة السودان، وعلى عدم وجود حل عسكري للنزاع، وأن مستقبل السودان لا يجب تشكيله بواسطة العناصر المتطرفة من جماعة الأخوان المسلمين الذين قال إنهم “من يغذون العنف وعدم الاستقرار في المنطقة”.
وطرحت الرباعية خارطة طريق لإنهاء الصراع تبدأ بهدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر تضمن وصول المساعدات الإنسانية وتقود لوقف إطلاق نار دائم، تعقبها عملية سياسية لمدة تسعة أشهر تقود لسلام ولتوافق سوداني واسع يشكل سلطة مدنية بدعم شعبي واسع.