تقارير

بآمال وقف الحرب.. ترقب سوداني لاجتماع الرباعية في واشنطن

(تقرير) 16 أكتوبر 2025 – تتجه أنظار السودانيين نحو العاصمة الأمريكية واشنطن التي تستضيف خلال الأيام المقبلة اجتماع الآلية الرباعية الدولية، ضمن الجهود المستمرة لوقف الحرب بالسودان. في وقت توقع سياسيون تحدثوا لـ”دروب” أن يسفر الاجتماع المقبل عن إنشاء “هيئة مراقبة تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة وتمنع خرق الاتفاق”.

وسبق الاجتماع المرتقب مشاورات ولقاءات إقليمية، أبرزها لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الأربعاء، والذي اعتبره مراقبون تمهيداً لاجتماع واشنطن، وسط دعوات دول الجوار بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وتهيئة المناخ للحوار.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن “لقاء البرهان والسيسي تناول أهمية الآلية الرباعية كمظلة للسعي لتسوية الأزمة السودانية، ووقف الحرب، وتحقيق الاستقرار المطلوب. حيث أعرب الجانبان عن التطلع لأن يسفر اجتماع الآلية الرباعية الذي سوف يعقد في واشنطن خلال شهر أكتوبر الجاري عن نتائج ملموسة بغية التوصل لوقف الحرب وتسوية الأزمة”.

تنفيذ خريطة الطريق

رأى د. بكري الجاك، الناطق الرسمي باسم تحالف “صمود”، أن زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى مصر أمس الأربعاء، تأتي في إطار بحث سبل تنفيذ خريطة طريق الآلية الرباعية بشأن وقف الحرب بالسودان. مبيناً أن بيان الرئاسة المصرية أشار إلى ذلك.

وأوضح الجاك في تصريح لـ”دروب” أن الاجتماع المرتقب للآلية الرباعية من المتوقع أن يواصل ذات الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حثّ الدول المؤثرة على الضغط على أطراف الحرب للقبول بالحل السياسي. مبينا أن الأيام المقبلة ستكشف مدى جدية القوات المسلحة في المضي قدماً على طريق السلام وفقاً لخارطة الطريق المطروحة.

وأكد الجاك ضرورة أن تتخلى الأطراف المتحاربة عن خيار الحسم العسكري، وأن تتجه إلى التفاوض وحشد الجهود الشعبية لدعم السلام والتعايش بين السودانيين.

وكانت دول الرباعية التي تضم “الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، دولة الإمارات العربية المتحدة”، قد طرحت في سبتمبر الماضي خارطة طريق لإنهاء النزاع في السودان من خلال الدعوة إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان، لتمكين وصول المساعدات الإنسانية على وجه السرعة على أن يتبعها وقف دائم لإطلاق النار.

وشدّدت الرباعية في البيان الذي شمل جداول زمنية لعملية وقف الحرب، على استبعاد الإسلاميين وأطراف الحرب من أي عملية سياسية مقبلة أو التقرير في مصير الشعب السوداني.

مهمة الرباعية ليست سهلة

من جانبه، قال د. نبيل أديب، عضو تحالف الكتلة الديمقراطية، إن الآلية الرباعية لن تستطيع فرض رؤية لا تُحظى بقبول طرفي الصراع السوداني، مشدداً على أهمية أن تراعي الرباعية في اجتماعها المقبل بواشنطن طرح حل واضح وعادل للنزاع يخدم مصلحة السلام واستقرار السودان.

وأضاف أديب لـ”دروب” أن مهمة الآلية الرباعية لن تكون سهلة في التوصل إلى مشروع فعّال لوقف الحرب، داعياً المجتمعين في واشنطن إلى الاتفاق على آليات حل مقبولة للطرفين، معتبراً أن ذلك يمثل تحدياً بالغ الصعوبة.

وأكد أديب أن الحل الحاسم للأزمة لا يمكن أن يأتي إلا من خلال التوافق بين الطرفين، داعياً جميع الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية وتنفيذ ما ورد في بيان الرباعية الأخير، خاصة ما يتعلق بإقرار هدنة إنسانية لتوصيل المساعدات إلى مناطق النزاع.

واختتم أديب بالقول إن أهم ما سيُناقش في الاجتماع القادم هو إنشاء آلية فعّالة لمراقبة تنفيذ الاتفاقات، موضحاً أن الخطوة الأبرز المتوقعة هي تكوين هيئة مراقبة تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة وتمنع خرق أي اتفاق، وهي —بحسبه— الآلية التي كانت تفتقدها اجتماعات جدة السابقة.

وكانت الآلية الرباعية قد طالبت أطراف النزاع بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق في جميع أنحاء السودان، وحماية المدنيين وفقا للقانون الإنساني الدولي والتزاماتهم بموجب إعلان جدة، والامتناع عن الهجمات الجوية والبرية العشوائية على البنية التحتية المدنية. مبينة أن “مستقبل الحكم في السودان يعود للشعب السوداني ليقرره من خلال عملية انتقال شاملة وشفافة، لا يتحكم فيها أي طرف متحارب”.

آليات تنفيذ خريطة الطريق

من جهته قال د. مصعب فضل المرجي، أستاذ العلوم السياسية، في تصريح لـ”دروب“، إن اجتماع واشنطن يشكّل محطة مهمة لبحث آليات تنفيذ خريطة الطريق التي طرحتها الرباعية، والمتعلقة بوقف القتال، وإيصال المساعدات الإنسانية، وتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات بين الأطراف المتحاربة.

وأضاف “أعتقد أن الرباعية لا ترغب في إهدار مزيد من الوقت لإقناع الأطراف بالتوقيع على اتفاق، ولهذا مهدت لاجتماع واشنطن بلقاء البرهان والسيسي، وربما تواصلت مع قادة الدعم السريع لنفس الغرض.”

واعتبر المرجي أن “لقاء البرهان والسيسي يمثل تنويراً وتمهيداً لاجتماع واشنطن المقبل”.

وأضاف قائلاً: “رغم صعوبة التوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف، إلا أن الاجتماع القادم قد يشكّل اختراقاً حقيقياً في مسار الأزمة السودانية، فكل المعطيات تشير إلى إمكانية أن تنجح الرباعية في إيجاد مخرج للسودانيين من أزمتهم، رغم تعقيدات المشهد وصعوبة المهمة.”

وتسعى الرباعية الدولية – التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة – إلى دفع الأطراف السودانية نحو وقف شامل لإطلاق النار، إضافة إلى تنسيق الجهود الإنسانية والدبلوماسية لضمان وحدة السودان وسلامة مؤسساته الوطنية.

وتوقع رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل المهدي، اليوم الخميس، توقف الحرب بالسودان في يناير المقبل وفق خريطة الطريق التي طرحتها دولا الآلية الباعية.

وقال الفاضل في منشور على منصة “إكس” إن الآلية الرباعية تسير بخُطي متناسقة وثابتة، وتابع “نتوقع تنفيذ هدنة الثلاث أشهر في مطلع شهر نوفمبر القادم وبإذن الله تتوقف الحرب نهائياً في يناير قبل نهاية الهدنة”.

وأوضح أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حقق اختراقاً بإقناع الفريق قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، بقبول الدخول في السلام. مبيناً أن موقف السيسي من وقف الحرب في السودان ظل ثابتا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى