مشاورات في بورتسودان تتفق على عقد حوار سوداني بلا اقصاء

(بورتسودان) 18 أكتوبر 2025 – أسفرت مشاورات سياسية انعقدت في بورتسودان عن التوافق على “إطلاق مؤتمر حوار سوداني بمشاركة الجميع بلا إقصاء، على أن تديره لجنة وطنية في الداخل.
وانعقدت المشاورات في الفترة من 8 إلى 17 أكتوبر الجاري في مدينة بورتسودان، وذلك بدعوة من اللجنة السياسية التي شكلها مجلس السيادة في وقت سابق. وضمت القوى السياسية المتحالفة مع الجيش السوداني وهي “الكتلة الديمقراطية وقوي الحراك الوطني، تنسيقية العودة لمنصة التأسيس، تحالف سودان العدالة، تنسيقية القوى الوطنية، تحالف الخط الوطني (تخطي)، التيار الوطني القومي”.
وقال البيان الختامي للمشاورات إن “مكونات من القوى السياسية وأطراف السلام تداعت وتنادَت للاجتماع في ظل المتغيرات والتطورات الداخلية والإقليمية والدولية واستجابةً لدعوة كريمة من اللجنة السياسية، واستشعاراً للمسؤولية الوطنية لمجابهة المخاطر التي تحيط بالبلاد “.
وأشار إلى أن الاجتماعات جاءت للتشاور حول موأمة رؤى القوى السياسية وتوحيدها في رؤية وطنية موحدة تعبر عن كافة القوى بالداخل.
وأضاف أنه “بعد مشاورات وحوارات بناءه امتدت لأيام تمكنت القوى السياسية من التوافق حول رؤية وطنية للسلام والتحول الديمقراطي، حيث أكد المشاركون على الملكية الوطنية لمشروع الحوار السوداني، والذي تقرر انعقاده بالسودان”.
وبحسب البيان خلصت المشاورات إلى “انعقاد مؤتمر الحوار السوداني بمشاركة الجميع بلا إقصاء، تشكيل لجنة وطنية مستقلة لإدارة الحوار السوداني بالداخل، تهيئة المناخ لضمان نجاح الحوار السوداني، تكوين لجنة للتواصل السياسي”.
وأضاف أن “الرؤية الوطنية للسلام والتحول الديمقراطي مفتوحة لجميع القوى السياسية، وهذه بمثابة دعوة للجميع للانضمام والمشاركة في هذا العمل الوطني”.
وذكر أن المجتمعين رحبوا بالجهود والمساعي الدولية التي يضطلع بها أصدقاء وأشقاء السودان للمساهمة في دعم جهود وقف الحرب دون المساس بالسيادة الوطنية والقرار الوطني.
وكان نائب قائد الجيش الفريق شمس الدين كباشي، أبلغ قوى سياسية في بورتسودان استعداد الجيش للتفاوض لإحلال السلام الشامل، مع التركيز على فتح قنوات تواصل مع القوى المدنية الرافضة للحرب والمطالبة بوقفها الفوري، وفق تقارير إعلامية.
تأتي هذه الاجتماعات بعد تحركات دولية وإقليمية لوقف الحرب بالسودان، حيث كثفت الآلية الرباعية من جهة اجتماعاتها بشأن الملف السوداني، وفي موازاة ذلك تتحرك وساطة مشتركة بين الاتحاد الافريقي والايقاد والأمم المتحدة والجامعة العربية.
وعقد وفدًا من التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” يوم الخميس الماضي، اجتماعاً تشاوريًا مع فريق الوساطة “الافريقية الأممية العربية”، المعني بوقف الحرب بالسودان حيث بحث كيفية انطلاقة العملية السياسية للأطراف السودانية.
وأعلن التحالف عن طرح مقترح تشكيل لجنة تحضيرية للاتفاق على قضايا وأطراف العملية السياسية، وضمان شمولها وملكيتها بواسطة السودانيين، ودور الميسّرين الإقليميين والدوليين.
وقال في بيان إن الاجتماع مع فريق الوساطة المكون من الاتحاد الأفريقي والإيقاد والأمم المتحدة والجامعة العربية، جاء للتفاكر حول سبل إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية تقود إلى إنهاء الحرب وإحلال السلام في السودان.
وذكر أن وفد “صمود” قدَّم وفده رؤية التحالف التي أكدت أن تصميم العملية السياسية يجب أن يشمل ثلاثة مسارات، هي: “الإنساني، ووقف إطلاق النار، والحوار السياسي” لمعالجة جذور الأزمة”.
وأشار إلى أن الرؤية شددت على أن تكون هذه المسارات متكاملة مع بعضها البعض، بقيادة وملكية سودانية، مع أهمية توحيد الوساطات الدولية والإقليمية.
وأضاف أن “خارطة طريق دول الرباعية التي وردت في بيان 12 سبتمبر جاءت ملبية لتطلعات قطاعات واسعة من الشعب السوداني، وعليه يجب البناء عليها وإنشاء آلية تنسيق واسعة تضمن توحيد كافة الجهود لإحلال السلام في السودان”.
وكانت دول الرباعية التي تضم “الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، دولة الإمارات العربية المتحدة”، قد طرحت في سبتمبر الماضي خارطة طريق لإنهاء النزاع في السودان من خلال الدعوة إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر في السودان، لتمكين وصول المساعدات الإنسانية على وجه السرعة على أن يتبعها وقف دائم لإطلاق النار.
وشدّدت الرباعية في البيان الذي شمل جداول زمنية لعملية وقف الحرب، على استبعاد الإسلاميين وأطراف الحرب من أي عملية سياسية مقبلة أو التقرير في مصير الشعب السوداني.