مقابلة مع “دروب”.. الصليب الأحمر تدعو لوقف استهداف المنشأت الخدمية بالسودان
الوضع الإنساني في السودان مأساوي

دروب 4 مارس 2025 – دعا الناطق الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، عدنان حزام، أطراف الصراع في السودان بعدم استهداف المنشآت الخدمية، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
وأدت حرب 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى تدمير كبير في البنية التحتية، خاصة محطات المياه والكهرباء مما زاد من معاناة ملايين المواطنين.
وظلت محطات الكهرباء في شمال وشرق وجنوب السودان، خلال الفترة الماضية عُرضة لهجمات متكررة عبر الطائرات المسيرة التي يتهم الجيش قوات الدعم السريع بإطلاقها فيما تلوذ الأخيرة بالصمت حيال الاتهامات.
وقال عدنان حزام، في مقابلة مع “دروب” إن “على الأطراف المتصارعة الالتزام واحترام القانون الدولي الإنساني، وعدم استهداف المدنيين والمنشآت الصحية وتسهيل عمل الطواقم الطبية والصحية للقيام بدورها”.
وشدد على أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، موقفها واضحا من استهداف المنشآت الخدمية، حيث أكدت في مرات عدّة على وجوب احترام جميع الأطراف للقانون الدولي الإنساني وتحييد المنشآت الحيوية لما لها من انعكاسات على الواقع الإنساني والخدمي في السودان، التي يستفيد منها الملايين خاصة في مجال المياه والكهرباء والصحة.
وأفاد عدنان، بأن الصليب الأحمر ركز منذ اندلاع الصراع على تذكير الأطراف المنخرطة في الصراع على ضرورة احترام التزاماتهم بالقانون الدولي الإنساني، واتخاذ جميع الاحتياطات لتفادي استهداف المدنيين والمنشآت المدنية خاصة الخدمية، واستدرك قائلًا: “للأسف الشديد هذه المنشآت تأثرت بشكل كبير نتيجة للقتال، مما انعكس على معاناة السودانيين في حصولهم على الخدمات الأساسية سواء المياه أو الكهرباء أو الصحة”.
واستهدفت طائرات مسيرة يوم الثلاثاء سد مروي ومواقع أخرى بالمدينة مما أدى لانقطاع الكهرباء عن أجزاء من الولاية الشمالية ونهر النيل، حيث اتهمت قيادة الفرقة التاسعة عشر مشاة، قوات الدعم السريع بالوقوف وراء الهجمات.
وكانت الأمم المتحدة طرفي الصراع في السودان، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى وقف الأعمال القتالية والتوافق على هدنة إنسانية لخلق فرص للحوار، وضمان حماية المدنيين بما يتوافق مع حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وضع مأساوي
ووصف الناطق باسم الصليب الأحمر، الوضع الإنساني في السودان بالمأساوي بعد اقتراب الحرب من عامها الثاني”، مبينا أن الصراع أدى إلى مقتل وجرح العشرات، ونزوح أكثر من 11 مليون سوداني، بالداخل والخارج، ولا يوجد منزل في السودان إلا وتأثر بالصراع بشكل مباشر أو غير مباشر، وأثر على جميع جوانب الحياة اليومية لملايين السودانيين، كم أن المعاناة تزداد يومًا بعد يوم مع احتدام القتال.
وأشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر حشدت جهودها منذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل 2023، للوقوف إلى جانب الشعب السوداني، لتخفيف معاناته، بتقديم المواد الإغاثية والدوائية، وكذلك القيام بالدور الإنساني خاصة ما أفرزه الصراع من تشتت للأسر وفقدانها لبعضها البعض”.
وأوضح أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حاولت لم شتات الأسر وتسهيل التواصل والاتصال بينها، سواء داخل السودان أو خارجه وكذلك أنشأت خط ساخن للأسر التي تبحث عن المفقودين، بالتعاون مع شريكها الهلال الأحمر السوداني، لتخفيف المعاناة عن الشعب السوداني على مختلف الأصعدة.
وبشأن الوضع الصحي في السودان، قال عدنان، إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ركزت على الأنشطة المنفذة للحياة منها المستشفيات والمراكز الصحية لتقوم بدورها بعد توقف (80%) من المنشآت الصحية بالسودان عن العمل، وتزويد المؤسسات الصحية التي تعمل بالمواد الجراحية والدوائية وتدريب الكوادر الطبية”.
ولفت حزام، إلى أن تركيز الصليب الأحمر منصب في تقديم الغوث والمواد الغذائية للمحتاجين في مخيمات النزوح”.
ويعيش السودان أكبر أزمة نزوح في العالم بعد أن اضطر أكثر من 11 مليون شخص للفرار من ديارهم منذ اندلاع الحرب، منهم ما يقرب من 3 ملايين شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.