أخبار

الحلو: جئنا نيروبي لتحقيق السلام وتأسيس السودان الجديد

دروب 18 فبراير – أكد رئيس الحركة الشعبية، عبد العزيز الحلو، أن الاجتماع الذي يجري في نيروبي بخصوص التوقيع على ميثاق السلطة الموازية لحكومة الجيش السوداني، سيكون بداية لتحقيق السلام الدائم وتأسيس السودان الجديد.

وبدأت في العاصمة الكينية نيروبي، اليوم الثلاثاء، اجتماعات بين عدد من القوى السودانية لتأسيس حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، ستكون معنية بتحقيق السلام، وفق الشعارات المطروحة.

وكان من المتوقع أن يتم اليوم الثلاثاء التوقيع على الميثاق التأسيسي للحكومة إلا إنه قد تأجل رسميًا إلى يوم الجمعة المقبل بطلب من قائد الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو، لتمكين وفده من الحضور والمشاركة في مراسم التوقيع.

ورغم تأجيل التوقيع إلا جميع قادة القوى المشاركة في الاجتماعات وصلوا إلى القاعة التي كانت مخصصة لمراسم التوقيع، وعلى رأسهم قائد ثاني قوات الدعم السريع، الفريق أول عبدالرحيم حمدان دقلو، وقائد الحركة الشعبية عبدالعزيز آدم الحلو، ورئيس حزب الأمة القومي، فضل الله برمة ناصر، وآخرين.

وألقى قائد الحركة الشعبية عبدالعزيز الحلو، كلمة مطولة أمام الحضور شرح فيها تفاصيل الاقدام على خطوة تأسيس سلطة موازية لحكومة الجيش السوداني، التي وصفها بالانفصالية التي تريد تقسيم السودان.

وقال إن اجتماع نيروبي يأتي بحثًا عن السلام الدائم ووضع دستور جديد وبناء وتأسيس سودان جديد، واصفا الاجتماعات بأنها “فعالية سياسية مهمة في تاريخ السودان ومحطة فاصلة في رحلة البحث عن السلام والتعايش بين السودانيين”.

وأضاف أن “السودان لديه تاريخ طويل من البحث عن حلول للصراعات والحروب إلا أن هذه الفعالية مختلفة لأنها تمثل السودانيين دون وسطاء من الخارج، بهدف البحث عن السلام السوداني – السوداني”.

وتابع “جئنا نبحث عن حل جذري للمشاكل والحروب التي عانى منها السودان، ذهبنا من قبل إلى دول عديدة ووقعنا اتفاقيات سلام لكنها كلها كانت هشة وضعيفة سرعان ما تنهار وتعود البلاد إلى مربع الحرب”

وأشار إلى أن الحرب في السودان عمرها 70 سنة إلا أن حرب 15 ابريل 2023، التي انتقلت من الأطراف إلى المركز، لفتت نظر الشعب السوداني إلى وجود مشكلة حقيقة.

جوهر الصراع

وأكد الحلو أن الحرب التي اندلعت في 15 ابريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كشفت عن جوهر الصراع في السودان، موضحا أن الكثيرين يرون انها صراع بين الجنرالين “عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو” على السلطة، مشيرا إلى أن ذلك كان المستوى الظاهر فقط.

وتابع “جوهر الصراع في السودان هو صراع مركز استأثر بالسلطة والثروة والسيادة، وهامش محروم من كل شيء”.

ونوه إلى أن السلطة المركزية ظلت تعبئ السودانيين ضد من يطالب بحقه في السلطة والثروة، مثلما حدث في جنوب السودان حيث جرت التعبئة ضد الجنوبيين بأنهم كفار، وفي دارفور حينما وصفت الحركات المسلحة بأنها ضد العروبة.

وأكد أن “حميدتي” قائد الدعم السريع، جرد المركز من كل كروته التي ظل يستخدمها لتعبئة المواطنين ضد من يطالب بحقه في السلطة والثروة، لأنه مسلم وينتمي للقبائل العربية، حيث كانت سلطات المركز تستخدم الدين والقبيلة لاستبعاد الآخر، وفق قوله.

وأشار إلى أن المركز لم يجد خيارا غير أن يصف قوات الدعم السريع بـ”الأجانب” بعد ان سقطت فرية العروبة والدين، وفق قوله.

وأضاف “نحن سودانيون قبل كل شيء، تجمعنا أرض السودان، التعدد والتنوع في الثقافة والدين والعرق هو مصدر ثراء  وقوة للدولة”.

وأوضح أن 80% من ميزانية الدولة كانت تُصرف على استمرار الحروب في الهامش، وفق سياسية “فرق تسد” عبر استخدام العرق والدين والجهة، وقال: “لابد ان نعرف ان هذه فرية وموانع تستخدمها نخبة الخرطوم لتستبعد الآخر الذي لا ينتمي لها”.

وتابع “نحن نريد أن نضع نهاية لهذا الأمر، ومن اليوم وصاعدا نمضي إلى الامام منعا للحروب والكراهية وطي صفحة السودان القديم، منذ هذا اليوم نريد أن نعترف بالتنوع والتعدد الديني والجهوي والثقافي والعرقي، وينعكس ذلك في السلطة والثروة والمناهج التعليمية”.

حواجز المركز

وأشار قائد الحركة الشعبية إلى وجود حواجز بين السودانيين شيدها المركز للتفريق بين الشعوب السودانية، مردفا “لا بد أن نحطم هذه الحواجز ونبني دولة جديدة تختلف عن السودان القديم القائم على التفرقة والكراهية والفساد”.

وأكد أن هنالك ساسة فاشلون يلجأوون إلى استخدام الدين والعاطفة للسيطكرة على الشعب، قائلا: “الدين علاقة بين الفرد وربه، لا توجد حكومة تذهب إلى الجامع، ولن تشفع لك يوم القيامة، لا بد من ان نحرمهم من كرت استخدام الدين في السياسية”.

وأشار إلى أن هنالك ساسة آخرين يستخدمون “القبيلة” لتعبئة الناس دون برنامج ورؤية وقدرات لحل المشكلة، يجب حرمانهم، أيضاً، من خلال دستور جديد ليس كالدساتير التي فُرضت بالقوة على الشعب، وفق قوله.

وأضاف الحلو أن “الدستور الجديد يضمن تأسيس دولة تكون خادمة للشعب ومهمتها توفير الأمن والتعليم الصحة وجميع الخدمات، وبعدها لا يهمنا من يجلس على كرسي الرئاسة في القصر الجمهوري”.

وأشار إلى أن البعض يظن ان السلطة هي فقط الحصول على الثروة والامتيازات، مؤكداً أن “السلطة والسيادة للشعب وحده”.

في الطريق الصحيح

وأكد الحلو أن المجتمعين في نيروبي وضعوا أرجلهم في الطريق الصحيح، داعيا إلى تحويل الفعالية إلى بناء منها جبهة مدنية عريضة من أجل تحقيق التحول الديمقراطي والاستقرار الدائم.

وتابع “سيستمر العمل وعلى الجميع ان يدعموا المشروع الجديد ضد حكومة بورتسودان التي ليس لديها إحساس بالمواطن ومعاناته، لأن القضية أكبر منها، نطالب الأصدقاء لتقديم المساعدات وسنفتح المسارات الآمنة حتى تصل الإغاثة للمحتاجين لأن بورتسودان تنكر ان هنالك حاجة للمساعدات”.

ووصف الحلو حكومة الجيش في بورتسودان بأنها “مجموعة انفصالية تريد تقسيم السودان”، مستدلا بمشروع مثلث حمدي ودولة النهر والبحر التي يروج لها منسوبي الجيش السوداني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى