قتل وخطف.. “العصابات وقطاع الطرق” ينفردون بسكان غرب كردفان

دروب – 15 فبراير – يواجه سكان مناطق واسعة في ولاية غرب كردفان أوضاعا قاسية بسبب انتشار عصابات النهب تحت تهديد السلاح، والتي تنشط ايضاً في خطف المواطنين بغرض المطالبة بفدية مالية.
وتتحرك هذه العصابات في المناطق الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من ولاية غرب كردفان والتي تقع جغرافياً شمال مدينة أبوزبد وجنوب شرق محلية الخوي، وتضم مئات القرى، وهي منطقة خالية من الوجود العسكري للجيش وقوات الدعم السريع، فلم يتوغل إليها أي طرف منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي.
وتحت فراغ أمني عريض، تعمل عدة مجموعات نهب بعضها متحالف مع قوات الدعم السريع مثل سليمان صليب الديك، وأولاد جاد الله وهم عناصر مسلحة تهاجم الأسواق وتقطع الطرق على المواطنين وتنهبهم تحت تهديد السلاح، وذلك بحسب افادات سكان بتلك المناطق لـ”دروب”.

وبحسب ما وثقه شهود فإن عصابات النهب قتلت أكثر من 35 مواطنا خلال هجمات نفذتها على مناطق “أبو قلب، أم دفيس، السعاتة الدومة، والدودية، ود البدين، الخوي”، خلال الفترة من نوفمبر 2023 وحتى أكتوبر من العام الماضي، وجميع هذه المناطق تقع في الجزء الشمالي الشرقي من ولاية غرب كردفان وخالية من الوجود العسكري.
جرائم بشعة
في أكتوبر الماضي، هاجم سليمان صليب الديك سوق قرية “أم دفيس”، وقتل خمسة مواطنين في الحال، واختطف ثلاثة آخرين، وبعد أيام قام بتصفيتهم وإلقاء جثثهم في بركة مائية بمنطقة أبو قلب، وفق ما رواه الصادق أحمد، شقيق أحد الضحايا لـ”دروب”.
وقال أحمد إن مجموعة “صليب الديك” تعاملت بلا رحمة مع المخطوفين، مبينا أن الأسرة كانت على استعداد لدفع أي مبالغ مالية يطلبها الخاطف، ولكن قام بتصفيتهم سريعا، وقد تفاجأوا بجثثهم طافحة في بركة مائية في المنطقة.
وأبلغ ذوو القتلى، قوات الدعم السريع المتمركزة في مدينة أبوزبد بالحادثة، ووعدت بملاحقة الجناة، لكنها لم تفعل وما يزال زعيم العصابة المتورط في هذه الجريمة يتحرك بحرية في المنطقة ويمارس مزيدًا من الانتهاكات.
وبحسب شاهد آخر من المنطقة فإن قوات الدعم السريع فتحت قسم شرطة محلية أبوزبد وأسست ما أسمته محكمة الميدان، ومع ذلك ظلت تتجاهل كل بلاغات المواطنين المتعلقة بالنهب والقتل، كما تظهر محاباة للعصابات المسلحة.
انتشار السلاح
ومع الفراغ الأمني، ينتشر السلاح بصورة كثيفة في أيدي المواطنين، كما تحول ما يعرف بـ”الهمباتة” وهم الأشخاص الذين كانوا متخصصين في السرقة في وقت سابق، إلى قطاع طرق يمارسون النهب تحت تهديد السلاح، الأمر الذي فاقم معاناة المدنيين.
ويقول حسين عبد اللطيف، وهو مواطن مقيم في المناطق المتأثرة بالعصابات في غرب كردفان، إن أعمال النهب وقطع الطرق تسببت في شلل كبير لأسواق “أم دورور”، التي تمثل شريان حياة للسكان في الإقليم، إذ يرتادونها بشكل دوري لتبادل المصالح الاقتصادية والحصول على الاحتياجات المعيشية المختلفة.
وشدد عبد اللطيف الذي تحدث لـ”دروب” أنهم أصبحوا يتحركون في نطاق محدود داخل القرى والفرقان، لأن الذهاب إلى الأسواق البعيدة ربما يقود إلى فقدان الحياة.
ووصف الوضع في منطقته بـ”الكارثي”، ولا يوجد أمل في تحسنه، فالفوضى تحكم المشهد، وحياة ملايين المواطنين أصبحت تحت رحمة الهمباتة وعصابات النهب المسلح، وفق قوله.