نزوح مستمر لسكان “النهود والخوي” هربًا من انتهاكات “الدعم السريع”

دروب 3 مايو 2025 – قتلت قوات الدعم السريع نحو 28 مواطناً بقرى “خماسات” الواقعة شرق مدينة النهود غرب كردفان، بعد اجتياحها لها خلال اليومين الماضيين، وفق معلومات موثوقة وصلت لـ”دروب”.
ومن بين القتلى الشرتاية عبد الباقي حسين، وهو رجل إدارة أهلية بمنطقة “خماس حلاب”.
وقال مصدر محلي بالمنطقة لـ”دروب” إن عشرات الجرحى من المواطنين في قُرى خماسات يواجهون الموت، حيث لم يتسن اسعافهم نظرا لعدم وجود مستشفيات تعمل في المنطقة كما أن مستشفيات النهود خرجت عن الخدمة بعد سيطرة الدعم السريع.
من جهته أكد حزب الامة القومي، أن منطقة “سردابة” قُرب النهود، حُرقت بالكامل، من قبل مقاتلي قوات الدعم السريع، ووقتل عدد من المواطنين في القرية، إضافة إلى اعمال نهب واسعة طالت منازل المدنيين وممتلكاتهم بما في ذلك المركبات.
وفي السياق استمرت عمليات نزوح المدنيين من مدينتي “النهود والخوي” بولاية غرب كردفان، هربًا من انتهاكات قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على المدينتين.
ووصل مئات النازحين من مدينة الخوي إلى منطقة المزروب في ولاية شمال كردفان، بعد رحلات شاقة، بينما لا يزال العديد من المواطنين تتقطع بهم السبل في الطريق إلى المزروب سيراً على الاقدام والدواب، وفق ما أبلغ ناجون “دروب”.
وقال أحد الناجين الذين وصلوا من الخوي إلى المزروب لـ”دروب” إن الشباب في المزروب قاموا بإيوائهم في المدارس واستضافتهم في المنازل، وأطعموهم ووفروا لهم مياه الشرب، كما قام أصحاب المحال التجارية في السوق بجلب مواد غذائية إلى مراكز الايواء.
وأضاف “لقد وصلنا بصعوبة وتركنا على الطريق الاف الأشخاص يسيرون على اقدامهم وبعض الدواب، وهم يواجهون مصير صعب، في ظل انقطاع مياه الشرب والغذاء.. لقد عشنا يوما مرعبا وخرجنا بلا شيء من منازلنا”.
وشهدت الخوي اشتباكات عصر يوم الجمعة بين الجيش الذي انسحب من النهود مع قوات الدعم السريع والتي تمكنت من السيطرة على المدينة.
وفي مدينة النهود تتواصل عمليات نزوح المواطنين إلى القرى المجاورة سيرا على الاقدام، بعدما نُهب سيارات المواطنين بواسطة مسلحي قوات الدعم السريع.
من جهته، قال حزب الامة القومي في بيان صحفي السبت، إن دخول قوات الدعم السريع إلى مدينتي النهود والخوي التي تؤوي مئات الآلاف من السكان، رافقته انتهاكات جسيمة لحقوق المدنيين تمثلت في قتل العشرات، لا سيما مناطق خماس حلاب المجاورة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 26 مواطناً.
وبحسب بيان حزب الامة القومي، تعرضت منطقة سردابة للحرق الكامل، وقتل عدد من المواطنين فيها، إضافة إلى اعمال نهب واسعة النطاق طالت منازل المدنيين وممتلكاتهم بما في ذلك المركبات.
وأعرب حزب الأمة القومي عن ادانته بأشد العبارات لهذه الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، وحملها مسؤوليتها كاملة، قبل أن يطالبها بالوقف الفوري لهذه الممارسات.
وقال البيان “كذلك نحمل الجيش المسؤولية الكاملة عن التعبئة العسكرية في الإقليم، وتحويله إلى بؤرة للمواجهة، ثم التخلي عنه بانسحابه غير المبرر، مما ترك المدنيين يواجهون مصيراً بالغ القسوة دون أدنى حماية”.