تقاريرفيديو

صمد لعامين في “بُري”.. سوداني يحكي لـ”دروب” ذكريات “الدم والدموع” مع “الدعم السريع”

دروب 27 أبريل 2025 – في ضاحية بري شرقي الخرطوم، صمد المواطن هاشم محمد، عامين تحت نيران الحرب المشتعلة في كل الاتجاهات من حوله، واجه خلالها الموت بالرصاص والجوع والمرض.

نجا “هاشم” من الموت ليعيش اليوم بذاكرة مليئة بمشاهد الدم والدموع والفقد، بسبب انتهاكات واسعة ارتكبها مسلحي قوات الدعم السريع بحقه ومدنيين آخرين في منطقته السكنية، بحسب ما روى لـ”دروب” جزءًا من فصولها التراجيدية.

في معرض حكايات مؤثرة يواجه هاشم محمد، الذكريات المؤملة التي يستدعيها بنفس الثبات، لكن هزمته الدموع وهو يتحدث عن أبنته الصغرى التي توفيت نتيجة اصابتها بالملاريا بعدما فشل في الحصول على الدواء لإنقاذ حياتها، فكانت اللحظة الأكثر ألماً بالنسبة له وسط سيول من المآسي التي عاشها لنحو عامين من سيطرة قوات الدعم السريع على منطقة بري القريبة من القيادة العامة للجيش السوداني.

قال إن مسلحي قوات الدعم السريع كانوا يقتحمون المنازل في بري شرقي الخرطوم، ويختارون أكثر نقاط ضعف صاحب المنزل بغرض ابتزازه والضغط عليه لإخراج ما لديه من مقتنيات.

“وضعوا السلاح على رأس أبنتي، وصاحوا “اخرج الذهب، اخرج الأموال، مع إطلاق الرصاص الحي تحت قدمي”، يروى هاشم.

في رمضان المنصرم، أمرت قوات الدعم السريع هاشم محمد، ومن معه في ضاحية بري اللاماب بمغادرة منازلهم بحجة أنهم لا يريدون مواطنين يحولون بينهم والجيش السوداني الذي كان يتقدم في المنطقة، فتم تهجيره قسراً إلى بري أبو حشيش، وقد غادر بيته مع اسرته بملابسه التي يرتديها فقط، ليواجه واقع أشد قسوة هناك، حيث ينعدم الغذاء ومياه الشرب، مع اغلاق كامل للمحال التجارية، التي انتقلت لتكون داخل بعض المنازل في الأحياء السكنية.

وفي أواخر مارس الماضي أعلن الجيش السوداني سيطرته الكاملة على مدينة الخرطوم بعد طرد قوات الدعم السريع التي سيطرت على أجزاء واسعة منها منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023.

وقد كانت منطقة بري الواقعة إلى الجهة الشرقية من مقر القيادة العامة للجيش السوداني واحدة من المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، ومع قُربها من مسرح العمليات إلا أن هنالك عددا من السكان تمسكوا بالبقاء في منازلهم من بينهم هاشم أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى