العفو الدولية توثق تعرض 36 امرأة للاغتصاب من قبل “الدعم السريع”

دروب 10 أبريل 2025 – قالت منظمة العفو الدولية اليوم الخميس إن قوات الدعم السريع مارست عنفًا جنسيًّا واسعًا ضد النساء والفتيات خلال الحرب المستمرة مع الجيش السوداني بهدف إذلالهن، وفرض السيطرة، وتشريد المجتمعات.
ووفقًا لتقرير جديد لمنظمة العفو الدولية، فإن الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، تشمل الاغتصاب، والاغتصاب الجماعي، والاستعباد الجنسي، ما تشكل جرائم حرب، وربما جرائم ضد الإنسانية.
ووثق التقرير، تعَرُّض 36 امرأة وفتاة لا يتجاوز عمرهن 15 عامًا، للاغتصاب أو الاغتصاب الجماعي على أيدي جنود قوات الدعم السريع، إلى جانب أشكال أخرى من العنف الجنسي، في أربع ولايات سودانية منذ بداية الحرب وحتى أكتوبر 2024.
تشمل الانتهاكات اغتصاب إحدى الأمهات بعد انتزاع طفلها الرضيع منها، واستعبادًا جنسيًا لمدة 30 يومًا لامرأة في الخرطوم، بالإضافة إلى الضرب المبرّح والتعذيب باستخدام سائل ساخن أو شفرات حادة، والقتل.
وقال ديبروز موتشينا، مدير برنامج التأثير الإقليمي لحقوق الإنسان في منظمة العفو الدولية، “إن اعتداءات قوات الدعم السريع على النساء والفتيات السودانيات مروعة، ومنحطة أخلاقيًا، وتهدف إلى إلحاق أقصى درجات الإذلال بهن”.
وأضاف “لقد استهدفت هذه القوّات المدنيين، وبالأخص النساء والفتيات، بوحشية لا يمكن تخيلها خلال هذه الحرب. ويجب على المجتمع الدولي التحرك لوقف الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع، وذلك من خلال حظر تدفق الأسلحة إلى السودان، والضغط على القيادة لإنهاء العنف الجنسي، ومحاسبة الجناة، بما في ذلك كبار القادة”.
وقالت امنستي انها أجرت مقابلات مع 30 شخصًا، غالبيتهم من الناجين وأسرهم في مخيمات لللاجئين في أوغندا. وقد حدّد جميع الناجين والشهود الجناة على أنّهم من مقاتلي قوات الدعم السريع.
أفظع يوم في حياتي
وصفت الناجيات من العنف الجنسي أن الاعتداء تسبب لهنّ في أضرار جسدية أو نفسية كبيرة، وكان له تأثيرات مدمرة على أسرهنّ، وجميعهنّ هربن من ديارهن بعد ذلك.
في نيالا، جنوب دارفور، ربط جنود قوات الدعم السريع امرأة بشجرة قبل أن يغتصبها أحدهم، بينما كان الآخرون يشاهدون. قالت هذه المرأة: “لقد كان ذلك أفظع يوم في حياتي”.
في مدني، ولاية الجزيرة، اغتصب ثلاثة جنود من قوات الدعم السريع امرأة بشكل جماعي أمام ابنتها البالغة من العمر 12 عامًا، وشقيقة زوجها. قالت المرأة: “لقد كان ذلك مهينًا للغاية. أشعر أنني محطمة”.
قالت العديد من الناجيات إن جنود قوات الدعم السريع اغتصبوهنّ للاشتباه في علاقتهن بالقوات المسلحة السودانية.
وقالت ممرضة إن 13 جنديًا اختطفوها في شمال الخرطوم وأجبروها على علاج رجال مصابين بجروح خطيرة قبل أن يغتصبوها جماعيًا، وتركوها فاقدة للوعي.
وقالت الناجيات إن كل من قاومت الاغتصاب كانت عرضة للضرب والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، أو حتى القتل، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر 11 عامًا، ضربه جندي من قوات الدعم السريع حتى الموت أثناء محاولته مساعدة والدته.
وفق التقرير لم تتمكن أي ناجٍية من الحصول على رعاية في الوقت المناسب بعد التعرض للاغتصاب، أو إبلاغ السلطات السودانية بوقوع الاعتداءات بسبب استمرار القتال أو الخوف من الوصم والانتقام. ويعاني بعضهن من آلام في الكلى، وعدم انتظام في الدورة الشهرية، وصعوبة في المشي، أو صدمات نفسية طويلة الأمد. كما يعاني الأطفال الذين شهدوا اغتصاب أقاربهم من كوابيس مستمرة.