مدنيون تحت القصف.. جراح تنزف بالمأساة في الفاشر

دروب 3 أبريل 2025 – من على كرسي متحرك تجسد وهيبة حامد، مأساة تروي نفسها، فهي تعيش ألم جرحها النازف، والحزن على أحد أبنائها الذي قتل خلال قذيفة مدفعية لقوات الدعم السريع سقطت حيها السكني في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
اضطرت وهيبة إلى النزوح أكثر من أربع مرات، متنقلة بين أحياء مدينة الفاشر بحثاً عن الأمان، لكن القصف المدفعي العشوائي لاحقها وتسبب في بتر رجلها، وظلت مقعدة لأكثر من شهر تفتقد للرعاية الطبية والإيواء، وفق ما ترويه بحزن لـ”دروب“.
تعكس حالة وهيبة حامد واقع سيئ يعيشه مئات المدنيين في عاصمة ولاية شمال دارفور جراء القصف العشوائي بالطيران والمدفعية الثقيلة بواسطة طرفي الحرب، حيث ظلت تلك الجراح تنزف دون أن تجد من يضمدها.
وتكثف قوات الدعم السريع القصف العشوائي على مدينة الفاشر منذ شهرين، مع إحكام الحصار عليها في محاولة للسيطرة على آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غربي السودان.
وتتسبب القصف المدفعي والجوي في سقوط جرحى وقتلى وسط المواطنين، لاستهدافه في أغلب الأحيان تستهدف الأحياء السكنية والأماكن المأهولة بالمواطنين مثل الأسواق والمشافي وغيرها.
ألم وهيبة
ومع انهيار القطاع الصحي في مدينة الفاشر نتيجة تصاعد الهجمات العسكرية، لا يجد المواطنون الذين يتعرضون للإصابة الرعاية الطبية، مما يهدد حياتهم، وفق ما حدث مع وهيبة حامد التي فقدت رجلها وأحد أبنائها على إثر ذلك.
قالت وهيبة حامد في مقابلة مع “دروب” إن قذيفة مدفعية سقطت في منزلها بحي الثورة في الفاشر، تسببت في بتر رجلها ومقتل أحد أبنائها، واضطرت إلى النزوح إلى أربع مناطق داخل المدينة، وما يزال القصف المدفعي يلاحقها، وأخيرا استقرت في حي جفلو داخل المدينة تحت ظروف إنسانية قاسية.
وتواجه هذه السيدة ألم جرحها النازف والحزن على فقد ابنها، بينما لا تمتلك المال اللازم لمتابعة الرعاية الطبية، وشراء الطعام اللازم، وهي تشكو غلاء الأسعار في تلك المدينة المحاصرة.
ويعيش العشرات ممن تعرضوا إلى الإصابات جراء القصف العشوائي في الفاشر إلى مآسي مماثلة، وظلت جراحهم تنزف باستمرار، دون أن تجد من يضمدها، مع تهديدات متواصلة.
إصابات قاتلة
من جهته قال حافظ أحمد، وهو مواطن من مخيم أبو شوك للنازحين إنهم ظلوا يتعرضون إلى قصف مدفعي باستمرار؛ مما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى وسط المواطنين، وتدمير الأسواق والمراكز الصحية.
ويضيف في حديثه لـ”دروب” أن المصابين لا يحصلون على الرعاية الطبية، ويموت بعضهم نتيجة عدم الوصول إلى العلاج، كما تمر المدينة بوضع كارثي نتيجة الغلاء السلع الغذائية.
وتفرض قوات الدعم السريع منذ مايو من العام الماضي حصار شاملاً على مدينة الفاشر في محاولة للسيطرة عليها وهي آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور غربي السودان.
وترتفع المخاوف من تدهور جديد للأوضاع الإنسانية في الفاشر مع تصاعد وتيرة القصف العشوائي، وتحشيد من جانب قوات الدعم السريع لشن هجمات على عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط تحذيرات دولية.
وتحت القصف وواقع شديد الاضطراب، تطلق وهيبة حامد صرخة استغاثة بقولها “الأكل، وكل المواد التموينية غالية جداً، وليس بحوزتنا مبالغ مالية للشراء، ساعدونا”.