القصف الجوي يحرم أهالي “الكومة” السودانية بهجة العيد

الفاشر – 4 أبريل 2025 – أخيراً بعد مرور خمسة أيام على عيد الفطر، تمكن أهالي مدينة الكومة بولاية شمال دارفور، من المعايدة على بعضهم، حيث حبست المدينة أنفاسها وغابت ملامح فرحة العيد وخلت الساحات من أصوات التكبيرات بسبب الضربات الجوية التي تتعرض لها بشكل شبه يومي.
وقال سكان الكومة إن مدينتهم ظلت تتعرض لقصف جوي مكثف منذ اليوم الأول للعيد، ما دفعهم للاحتماء بديارهم والتخلي عن طقوس العيد لأول مرة في تاريخ المدينة.
وقال أحد السكان لـ”دروب” إن الطائرة التي كانت تقصف الأحياء السكنية بالكومة غابت يوم الجمعة، الأمر الذي سمح للأهالي بالخروج ومقابلة أقاربهم وجيرانهم لتلقي تهاني العيد.
وكتب ايهاب جزو وهو أحد سكان مدينة الكومة عبر حسابة على فيسبوك “اليوم الموافق الرابع من أبريل هو اليوم الأول الذى لم تقصف فيه مدينة الكومة بطائرة الجيش منذ الصباح وحتى الان والذى مكن مواطنى الكومة منذ الصباح من التسوق بالسوق المحلى والخروج فى زيارات المعايدة لعيد الفطر المبارك بإطمئنان”.
وشدد على عدم وجود ارتكازات أو معسكرات لقوات الدعم السريع باعتبارها منطقة غير استراتيجية إلا أنها تعرضت لأكبر موجة من قصف الطيران بطريقة انتقامية ومسعورة، بحسب وصفه، حيث تعرضت لأكثر من 128 غارة جوية كأعلى منطقة فى السودان من حيث عدد الغارات الجوية منذ بداية الحرب رغم ان المنطقة لا تشكل أى أهمية عسكرية وليس بها أي أهداف عسكرية استراتيجية.
وأضاف أن السبب الوحيد لإصرار الجيش على قصف هذه المنطقة هو تصنيف سكانها “كأعداء بواسطة بعض من وصفهم بـ”الموتورين ذوى العاهات النفسية والعقلية”، مبينا أن الحرب اتخذت طابعا عرقيا وأصبح لفظ حاضنة أو متعاون يطلق على كل من ينتمى إلى عرقيات معينة.
وقال إن سبب الهدوء والاطمئنان اليوم بين مواطني مدينة الكومة يعود إلى اسقاط الطائرة التى كانت تقصفهم يوم الخميس.
كانت قوات الدعم السريع أعلنت يوم الخميس اسقاط طائرة حربية طراز “انتينوف” في سماء مدينة الفاشر.
ولم يعلق الجيش على الحادثة، لكنه دائما ما يقول إن مقاتلاته لا تقصف الأحياء المأهولة بالسكان أو البنية التحتية، وإنما تستهدف تمركزات ومواقع تابعة لقوات الدعم السريع.