تقارير

استمرار القتال يفاقم معاناة السودانيين في رمضان

دروب 12 مارس 2025 – استقبل السودانيون شهر رمضان هذا العام في ظل ظروف اقتصادية وإنسانية قاهرة، إذ تعاني معظم العائلات من نقص الغذاء وغلاء الأسعار، في وقت فقد فيه الكثيرين وظائفهم نتيجة للصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ ما يقرب العامين.

وتعاني المناطق التي تشهد معارك شبه يومية بين الطرفين في العاصمة الخرطوم وأجزاء واسعة من إقليمي دارفور وكردفان غربا من حصار مطبق حال دون انسياب السلع الغذائية والاحتياجات الضرورية، في حين تتوفر الاحتياجات في الولايات الآمنة شمال وشرق البلاد لكن الغلاء يحاصر الناس هناك.

وعلى الرغم من دعوات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ودول أخرى لوقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، إلا أن المعارك لا تزال مستمرة في العاصمة الخرطوم والجزيرة وسط البلاد ودارفور وكردفان غربا.

وأدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني، كما تسببت في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

زيادة خيالية

“سعاد” التي تسكن ضاحية الثورة شمالي أم درمان، ذهبت إلى سوق صابرين لجلب احتياجات شهر رمضان، لكنها فوجئت بزيادة وصفتها بالخيالية، وأضافت “الميزانية التي ادخرتها لتوفير احتياجات الشهر الفضيل اتضح أنها لا تكفي لـ 15 يوما بسبب غلاء الأسعار”.

واضطرت سعاد إلى التخلي عن الكثير من الأشياء الضرورية والاكتفاء بما يسد الرمق، وفق ما ذكرت لـ “دروب“.

ومع قرب حلول كل شهر رمضان كانت تنتشر أسواق البيع المخفض في جميع أحياء العاصمة الخرطوم، لكن هذا العام غابت هذه الأسواق التي تساعد العائلات بتوفير سلعا بأسعار معقولة، وفي هذا الصدد يقول التاجر عوض أزرق، إن معظم الشركات والمصانع التي كانت تمد أسواق البيع المخفض بالسلع توقفت عن العمل بسبب خروجها عن الخدمة.

وتعرضت المناطق الصناعية بمدن العاصمة الثلاث الخرطوم وأم درمان وبحري، لدمار واسع ونهبت معظم المصانع جراء الصراع المستمر منذ ما يقرب العامين.

وأوضح أزرق، لـ “دروب” أن الارتفاع الكبير في الأسعار يعود إلى التضخم والتراجع المستمر للجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية، إذ أن معظم السلع باتت تستورد من الخارج، فضلا عن خروج مناطق زراعية واسعة عن دائرة الإنتاج، ولفت إلى أن المصانع القليلة التي استأنفت نشاطها في المدن الآمنة لا تغطي حاجة البلاد.

شح السيولة

وقال أزرق إن الإقبال على شراء احتياجات شهر رمضان معقول لكن الكثير من العائلات تشتري احتياجاتها بالتجزئة كل أسبوع أو يوما بيوم لعدم امتلاكهم الأموال الكافية.

ويرى مراقبون أن شهر رمضان جاء شاقا على الكثير من السودانيين، لا سيما الموجودين في مناطق الصراع، فضلا عن الذين دفعتهم ظروف الحرب على النزوح والاحتماء بدور الإيواء في المناطق الآمنة نسبيا شمال وشرق البلاد، إذ يعيشون تحت ظروف قاسية يعانون من ندرة الطعام وشح المال وحصار الأوبئة والأمراض.

من جهته يشير الخبير الاقتصادي، محمد الناير، إلى أن هناك ارتفاع في الأسعار ومعدلات التضخم ومعاناة المواطنين في المناطق التي تشهد معارك، لكنه قال إن الوضع ليس سيئا خصوصا في الولايات الآمنة لا سيما بعد تغيير العملة واستقرارها مقارنة بالفترة الماضية.

وأضاف في حديث لـ “دروب” إلى أن ما تعرض له الاقتصاد السوداني، إذا حدث لأي دولة أخرى لأنهار اقتصادها بشكل كامل، لافتا إلى أن الاقتصاد ما زال صامدا والسودان يمتلك بدائل، فالمساحة الزراعية المستغلة في البلاد لا تتعدى 25 بالمائة هذا غير الثروة الحيوانية وغيرها.

وتابع “شهر رمضان تأتي فيه الكثير من المساهمات والتبرعات في الداخل والخارج.. لا أعتقد تكون هناك مشكلة في كل  الآمنة التي تزداد يوما بعد يوم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى