تقارير

وصلت مصر.. عائلات سودانية تروي لـ”دروب” لحظات الرعب بعد “انفجارات بورتسودان”

بورتسودان  16 مايو 2025 – عاشت سمية عوض وأسرتها لحظات رعب وهي تسمع لأول مرة دوي انفجارات عنيفة قُرب منزلها القريب من مطار مدينة بورتسودان شرقي البلاد، وذلك حينما هاجمت طائرات مسيرة عدد من المواقع الاستراتيجية بالمدينة التي تتخذها السلطات السودانية عاصمة مؤقتة.

قالت سمية عوض، لـ”دروب” التي وصلت وأسرتها إلى دولة مصر، إن امرأة قُتلت بالقُرب من أحد المتاجر بحي المطار بينما كانت المضادات الأرضية تحاول اصطياد سرب من المسيرات المهاجمة.

غادرت سمية مع أفراد عائلتها البالغ عددهم خمسة أشخاص، لأول مرة منزلهم بعد يومين من الهجوم على مطار بورتسودان، وعبروا الحدود إلى مصر ضمن قوافل التهريب بينما تركوا خلفهم ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد وسط توالي الانفجارات.

لم تكن سمية، تتوقع مغادرة منزلها الذي أنجبت فيه اثنين من أطفالها ولها فيه كثير من الذكريات، لكن دوي الانفجارات كان عنيفا وجعلها تتيقن أن الحرب قد وصلت إلى مدينتها الآمنة بعد عامين من الصراع الذي شمل نحو 13 ولاية سودانية.

كانت مدينة بورتسودان التي تضم آلاف النازحين قد تعرضت خلال الأيام الماضية إلى سلسلة هجمات بواسطة طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع، استهدفت مواقع استراتيجية بينها قاعدتي “فلامنقو” العسكرية وعثمان دقنة الجوية، فضلًا عن مطار بورتسودان ومستودعات وقود رئيسية.

مدينة بورتسودان المطلة على ساحل البحر الأحمر كانت قد تحولت عقب نشوب القتال في السودان إلى مركز إنساني، تأثر مؤقتاً بالهجمات لكن الأمم المتحدة استأنفت يوم الثلاثاء الماضي رحلات خدماتها الإنسانية إلى المدينة عقب تعليق استمر أياما.

نزوح للمرة الثانية

لم تكن سمية عوض، وحدها التي تنزح من مدينة بورتسودان، فقد أجبرت الأحداث بكري حامد، على الفرار للمرة الثانية مع زوجته وأطفاله واللجوء إلى مصر.

وقال حامد لـ”دروب” إنه كان قد جاء إلى بورتسودان نازحًا من امدرمان بعد ثلاثة أشهر من بدء القتال بين الجيش و”الدعم السريع” وتمكن من فتح متجر للعطور بسوق المدينة الكبير عقب نجاحه في نقل بضاعته من سوق أم درمان الذي كان يمتلك فيه عددا من المتاجر تعرضت الآن للنهب والتدمير جراء تصاعد المعارك.

ويخطط حامد للعودة إلى بورتسودان لمواصلة عمله بعد تأمين العيش لأسرته في مصر، قائلاً: “من الأفضل أن يبقوا في مصر بعيدا عن أجواء الرعب، لا أريدهم أن يستعيدوا اللحظات التي عاشوها خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحرب في الخرطوم”.

واتهم حامد، قوات الدعم السريع بالعمل على تخريب المدن التي وصفها بالآمنة من خلال الهجمات العشوائية على بورتسودان وعطبرة والدبة وكوستي والأبيض وغيرها من المدن التي يوفر فيها الجيش الحياة والحماية للمواطنين.

كان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال إن أكثر من 600 شخص نزحوا من مدينة بورتسودان خلال الأسبوع الماضي، نتيجة الهجمات المتواصلة بالطائرات المسيّرة التي تشهدها المدينة منذ تسعة أيام متتالية.

وأوضح دوجاريك أن بورتسودان، التي تُعد المدخل الرئيسي للمساعدات الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني إلى السودان، تعرضت لهجوم جديد، في استمرار لسلسلة من الهجمات التي تستهدف منشآت مدنية حيوية، وتؤثر بشكل مباشر على السكان المحليين.

تراجع الخدمات

على الرغم من تراجع حدة الهجمات في مدينة بورتسودان خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أن عائلة أيمن عيساوي، قررت مغادرة المدينة بعد أن شعرت بعدم الأمان في ظل التحليق المستمر للطائرات المسيرة فوق سماء المدينة يوميا وتراجع الخدمات حيث تنقطع الكهرباء لساعات طويلة.

كانت عائلة عيساوي، تقيم في مدينة ود مدني وسط السودان أجبرت على الفرار من هناك عقب اجتياح قوات الدعم السريع ولاية الجزيرة في ديسمبر 2023.

قال عيساوي الذي يعمل مهندسًا في إحدى شركات الاتصالات التي انتقلت إلى بورتسودان، لـ”دروب” إنه قرر البقاء في المدينة لمواصلة عمله لكنه أرسل عائلته إلى منذ يومين إلى مصر.

وينتظر عيساوي، الآن اتصالًا من عائلته المكونة من والدته وثلاثة من شقيقاته وخالته وأطفالها الأربعة، للاطمئنان على وصولهم مدينة أسوان المصرية بسلام بعد ان غادروا بورتسودان فجر يوم الأربعاء، مبيناً أن الرحلة عبر التهريب تستغرق بين 24 إلى 48 ساعة.

وأشار إلى أن الطائرات المسيرة لا زالت تحلق بشكل يومي فوق سماء بورتسودان إما بعد المغرب مباشرة أو في الساعات الأولى من الفجر، لكنها لم تستهدف مواقعًا بالمدينة منذ نحو أسبوع بعدما تتصدى لها المضادات الأرضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى