“الشعبية والدعم السريع” يقطعان الإمداد عن جنوب كردفان

دروب – 11 أبريل 2025 – قطعت قوة عسكرية مشتركة من “الدعم السريع والحركة الشعبية” بقيادة الحلو، الطريق الحيوي الرابط بين “سوق النعام” على الحدود مع جنوب السودان ومدينتي كادوقلي والدلنج الواقعتان تحت سيطرة الجيش السوداني.
نتيجة ذلك ارتفعت أسعار المواد الغذائية في مدينة كادوقلي، حيث كان “سوق النعام” المغذي الرئيسي للمدينة بالمواد الغذائية، بعد خروج طريق الأبيض الدلنج منذ بداية الحرب.
وقبل أسبوعين سيطرت قوة مشتركة من الدعم السريع والحركة الشعبية على منطقة “أم عدارة” وهي عبارة عن ملتقى طرق تربط بين “سوق النعام” ومدن “كادوقلي والدلنج ولقاوة”.
وقال متطوع لـ”دروب” إن “كادوقلي أصبحت تحت الحصار بعد قطع طريق سوق النعام حيث انعكس ذلك على ارتفاع الأسعار وسط مخاوف السكان من تدهور أوضاعهم المعيشية”.
كذلك قال شهود عيان من كادوقلي لـ”دروب” إن سعر جوال الدقيق زنة 50 كيلوغراماً ارتفع من 80 الف جنيه إلى 130 الف جنيه سوداني، كما صعد سعر جالون البنزين سعة 4 لترات من 25 الف جنيه إلى 90 ألف جنيه.
وارتفع سعر كيلو اللحوم إلى 16 الف جنيه، وكيلو السكر صعد إلى 5 آلاف جنيه سوداني، وسط توقعات بانعدام العديد من الأصناف الغذائية خلال وقت قريب من الآن، نسبة لعدم وصول أي بضائع إلى كادوقلي على مدار أسبوعين ماضيين؛ بسبب الاضطرابات الأمنية على الطريق المؤدي إلى سوق النعام، وفق الشهود.
ويوم الخميس الماضي حاول الجيش السوداني فتح الطريق عند منطقة “ام عدارة” الواقعة على بعد 70 كيلو متر غرب كادوقلي، حيث وقعت معارك عنيفة مع قوة الدعم السريع والحركة الشعبية انتهت بصد الأخيرة للهجوم، وتراجع الجيش إلى منطقة القوارير، وفق مصدر محلي.
الجبهة الشرقية
كذلك تشهد المحليات الشرقية لولاية جنوب كردفان تحركات عسكرية مشتركة للدعم السريع والحركة الشعبية، في محاولة لقطع الطُرق الرابطة مع شمال كردفان والنيل الأبيض.
بحسب مصادر محلية تحدثت لـ”دروب” اشتدت وتيرة المعارك خلال الأسبوع الماضي في المناطق الواقعة شرق ولاية جنوب كردفان خاصة “جبل الداير وسدرة وريفي محليتي العباسية والتضامن ومنطقة أم الخيران”، حتى وصلت إلى تخوم منطقة أبو كرشولا.
وقال مصدر لـ”دروب” إن الجيش صادر جميع أجهزة الإنترنت الفضائي “ستار لنك” في المحليات الشرقية لولاية جنوب كردفان، بعد تصاعد المعارك العسكرية بها، وجعل مواطنها في عزلة تامة، حيث تنقطع الاتصالات والإنترنت عن المنطقة منذ اندلاع الحرب، وسط توقعات بمزيد من التدهور الإنساني في المنطقة.
من جهته قال متطوع من كادوقلي لـ”دروب” إن مصادرة أجهزة الإنترنت سيؤدي إلى كارثة إنسانية في شرق ولاية جنوب كردفان؛ نظرا إلى وجود نحو 60 الف نازح يعتمدون في معاشهم على جهود غرف الطوارئ الطوعية.
وأضاف “تقوم لجنة الطوارئ المركزية في كادوقلي بجمع التبرعات من الخيرين والجهات الإنسانية، وترسلها بالتطبيقات المصرفية إلى المحليات الشرقية لشراء الطعام إلى النازحين، لكن نحن غير قادرين على التواصل مع فرعيتنا هناك، ولا نستطيع الذهاب لعدم وجود مسارات، نحن نخشى على حياة الاف السكان والنازحين هناك”.