أصدقاء دروب

بين صرخة النصر ودمعة الخروج.. السودان يحلم رغم الجراح

كتبت /تماضر بكرى

في لحظة خاطفة، دوّت صرخة النصر من قلب الملاعب إلى صدور الجماهير، حين تأهل منتخب صقور الجديان إلى نصف نهائي بطولة أمم إفريقيا للمحليين “الشان”. لم يكن التأهل مجرد إنجاز رياضي، بل لحظة وطنية خالصة كسرت جدار الإحباط، وأعادت للشارع السوداني شيئًا من الفرح المفقود.

جاء انتصار منتخب السودان وسط الأزمات المتلاحقة،  كوميض أمل في عتمة الواقع. حين تصدى الحارس محمد النور أبوجا ببسالة لركلات الترجيح، واللاعبون قاتلوا بشرف، فكان التأهل بمثابة انتصار للروح السودانية التي لا تنكسر.

لكن كما هي الأحلام الجميلة، لم يدم المجد طويلًا. جاءت لحظة الخروج أمام مدغشقر كدمعة حارقة، أنهت الحكاية سريعًا، وأعادت الجماهير إلى واقعها القاسي. ومع ذلك، لم يكن هذا الخروج نهاية، بل بداية لحلم أكبر.

🔍 _ماذا قال المحللون عن أسباب الخروج؟_

رغم الروح القتالية التي أظهرها المنتخب، فإن محللين رياضيين أشاروا إلى مجموعة من الأسباب الفنية واللوجستية التي ساهمت في الخروج المبكر:

> الصحفي الرياضي في “خرطوم سبورت” كتب:

> “رغم غياب العديد من اللاعبين البارزين نتيجة الأوضاع الأمنية، ورغم أنّ المباريات أُقيمت خارج الأراضي السودانية، إلا أنّ الروح السودانية حضرت بقوة… لكن غياب الاستعداد الفني الحقيقي كان واضحًا في المباراة الأخيرة، حيث افتقر المنتخب للتنظيم الدفاعي والفعالية الهجومية المطلوبة للفوز في الأدوار الحاسمة.”

> المدرب الوطني جيمس كواسي أبياه صرّح:

> _”تأجيل البطولة أربك حساباتنا، وأثر على خطط التحضير… لكننا نؤمن بقدرة اللاعبين على تجاوز التحديات. هذا الشعب الطيب والعاشق لكرة القدم يستحق منا كل الجهد لتحقيق أحلامه.”

هذه التصريحات تعكس أن الخروج لم يكن نتيجة ضعف في الإرادة، بل بسبب ظروف خارجة عن السيطرة، من توقف الدوري المحلي إلى غياب المعسكرات التحضيرية الكافية.

ولكن الغد الواعد يبدأ من هنا رغم الجراح، ورغم وداع البطولة، فإن ما صنعه المنتخب السوداني هو أكثر من مجرد مباراة. لقد زرعوا بذرة حلم في أرضٍ عطشى، وأثبتوا أن السودان يملك طاقات شابة قادرة على المنافسة، على التألق، وعلى صناعة المجد.

إن المستقبل لا يُكتب بالنتائج فقط، بل بالإرادة، بالإيمان، وبالاستثمار في هذه الروح التي ألهبت القلوب. صقور الجديان لم يودّعوا البطولة فقط، بل فتحوا بابًا نحو غدٍ أكثر إشراقًا، نحو منتخبٍ يُبنى على أسس قوية، ودعم حقيقي، وطموح لا يعرف الانكسار.

> “فالسودان يحلم رغم الجراح… ويحلم لأن فيه من يقاتل من أجل الفرح.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى