هيومان رايتس ووتش تدعو إلى تحرك دولي ضد انتهاكات الفاشر

(دروب) 28 أكتوبر 2025 – قالت منظمة هيومان رايتس ووتش اليوم الثلاثاء؛ إن وابل من الفيديوهات تُظهر قوات الدعم السريع في السودان وهي تنفذ إعدامات ميدانية وتهاجم مدنيين مفترضين كانوا يفرون من الفاشر، بعد استيلاءه على المدينة.
ودعت المنظمة الحقوقية خلال منشور في صفحتها الرسمية بفيس بوك اطلعت عليه “دروب”، المجتمع الدولي إلى التحرك عاجلاً لحماية المدنيين بعد هذه الهجمات.
وقال باحث السودان في هيومان رايتس ووتش، محمد عثمان وفق المنشور إن “صور المدنيين المستهدفين، بمن فيهم الفارين من الفاشر، تظهر حقيقة رهيبة: تشعر قوات الدعم السريع وكأنها حرة في ارتكاب الفظائع بدون عواقب تُذكر. على العالم التحرك لحماية المدنيين من المزيد من الجرائم الشنيعة”.
ويوم الأحد، أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في الفاشر بولاية شمال دارفور؛ وذلك بعد معارك وحصار دام أكثر من 16 شهراً.
من جانبها، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العنف الشديد في الفاشر، والذي أجبر آلاف المدنيين على الفرار، تاركاً الكثيرين عالقين داخل المدينة دون خيارات تُذكر.
وتشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع قد دخلت المدينة، مما أثار خوفاً واسع النطاق بين العائلات التي نجت من 500 يوم من حصار ونزاع دون هوادة.
وغادر ما يُقدر بنحو 26,000 شخص الفاشر في الأيام الأخيرة، واضطر المدنيون للفرار من القتال وهم في حالة من الرعب، متنقلين ما بين نقاط التفتيش المسلحة، ومعرضين للابتزاز، والاعتقالات التعسفية، والاحتجاز، والنهب، والمضايقة، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أثناء محاولتهم الوصول إلى بر الأمان، وفق ما أفادت به المفوضية في بيان صحفي.
ووفق البيان، تشير شهادات الواصلين إلى بلدة طويلة، الواقعة على بُعد 50 كيلومتراً من الفاشر، إلى أن ما كان بالفعل أزمة إنسانية وأزمة حماية مُقلقة تتفاقم على نحوٍ سريع.
وفي شمال كردفان، أفاد الناجون عن أنماط مماثلة من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان، عقب سقوط مدينة بارا مؤخراً، مما أدى إلى نزوح المزيد من الآلاف داخل الولاية. نشعر بالقلق إزاء احتمال حصار مدينة الأبيض، والتي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين داخلياً السودانيين، مما قد يزيد من تفاقم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة.
بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة وشركائها، تواصل المفوضية جهودها لتقديم الدعم الحيوي لمن هم في أمسّ الحاجة إليه في الفاشر ودارفور وفي جميع أنحاء السودان، على الرغم من انعدام الأمن والعقبات البيروقراطية. يواجه جميع شركائنا نقصاً حاداً في التمويل، حيث لم يُموّل النداء الإنساني لعام 2025 للسودان، الذي يُمثل أكبر أزمة نزوح في العالم، سوى بنسبة 27%، في حين تستمر الاحتياجات في التزايد.


