بوادر انشقاقات داخل حركة جيش تحرير السودان بقيادة مناوي

عزيز الدودو
بعد توتر العلاقة بين مناوي وقيادة السلطة الانقلابية في بورتسودان، ربما تكون قد حانت لحظة طلاق باين بينونة كبرى بين مناوي والسلطة الانقلابية. في تصريحاته الأخيرة، شكك مناوي في نوايا البرهان بشأن إرسال الجيش إلى دارفور، وهو اتهامٌ أغضب على الأرجح قيادة الجيش، فدبّروا له مكيدةً لتفكيك حركته، حتى إذا حاول التمرد، وجد نفسه ضعيفًا عاجزًا عن المواجهة. مناوي الآن متمردٌ سياسيًا، وهم يتربصون بتمرده العسكري ويحسبون له ألف حساب.
في الجانب الآخر، يعيش أهل الفاشر في أوضاع إنسانية مأساوية نتيجة القرار المتهور الذي اتخذه مناوي بالانحياز للجيش ومشاركته في الحرب العبثية جنبًا إلى جنب مع فلول النظام البائد، الذي بنى مشروعيته على محاربتهم! هذا الموقف خسِرَ به رصيد عشرين عامًا من النضال المسلح، دفع فاتورته أبناء دارفور من النازحين والمشردين، ولا يزالون يدفعون الثمن في الفاشر، فقط ليحافظ مناوي على امتيازاته السلطوية على حساب المساكين من السكان والنازحين، الذين صاروا يأكلون “الإمباز” – بقايا الفول السوداني المعصور بعد استخراج الزيت – بسبب نقص الغذاء ومنعهم من الخروج من المدينة المحاصرة.
القوة المشتركة والجيش يستخدمون المدنيين دروعًا بشرية، ويجبرونهم على حفر الخنادق والتحصينات الدفاعية. نطالب الناشطين ومنظمات حقوق الإنسان بالضغط على الجيش والقوة المشتركة للسماح للمدنيين بالخروج. الحصار يجب أن يقتصر على القوات المقاتلة، أما المدنيون فمن حقهم المغادرة، خاصةً بعد المناشدات المتكررة من قادة “تأسيس”، وعلى رأسهم الحاكم الجديد لإقليم دارفور الطاهر إدريس، الذي دعا المواطنين إلى مغادرة الفاشر. لكن مناوي وحركته يصرون على المتاجرة بمعاناة الناس واستخدامهم ورقة ضغط.
الآن بدأ التصدع داخل حركة جيش تحرير السودان، وهناك محاولات لعقد مؤتمر قد يُفضي إلى إقالة مناوي وإعادة الحركة إلى موقعها الطبيعي، وهو الحياد وعدم مناصرة فلول النظام البائد. مناوي أخطأ، لكن لا بد من تصحيح هذا الخطأ بإعادة هيكلة الحركة من الداخل. قرار المشاركة في الحرب اتخذه مناوي منفردًا، ويجب أن يتحمل عواقبه.
لقد حوّل مناوي نضال الحركة إلى ارتزاق، وهو ما يستوجب محاسبته. وهنا سؤالٌ لأنصار الحركة:
هل عبد الله أبكر شهيد؟ وعبد الله جنا شهيد؟