“اجتماع الرباعية”.. أمل جديد لوقف حرب السودان
مبارك الفاضل: الاجتماع سيناقش وثيقة أمريكية لوقف الحرب بالسودان

خاص 24 يوليو 2025 – كشفت قيادات سياسية سودانية، أن الاجتماع المرتقب للآلية الرباعية بشأن السودان، سيناقش وثيقة أمريكية تطرح تسوية نهائية للصراع السوداني، على أن يتم دعوة قائدي الجيش والدعم السريع لتوقيعها، تمهيدًا لترتيبات سياسية بشأن مستقبل الحكم في البلاد.
وتتجه الأنظار إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، التي تستضيف اجتماع الآلية الرباعية في التاسع والعشرين من يوليو الجاري، وسط آمال معلقة في تحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في السودان.
ويضم الاجتماع دولاً إقليمية ذات تأثير مباشر على المشهد السوداني، على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية ومصر، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
واستبعد رئيس حزب الأمة، مبارك الفاضل المهدي، في تصريح لـ”دروب” رفض طرفي النزاع لمخرجات اجتماع الآلية الرباعية بواشنطن. وقال: “هذا الاجتماع الأمريكي – البريطاني – العربي، يُنتظر أن يصدر عنه قرار ملزم بوقف الحرب بالسودان لا يمكن رفضه”.
وأضاف الفاضل أن “الاجتماع سيناقش وثيقة أمريكية تقدم تسوية نهائية للنزاع السوداني، تُدعى الأطراف – البرهان وحميدتي – إلى توقيعها، تمهيدًا لترتيبات سياسية تخص مستقبل الحكم” وفق قوله.
وتابع الفاضل: “أرى أن اتفاق المنامة الإطاري، الذي وُقِّع في 20 يناير 2024 بين نائب القائد العام للقوات المسلحة ونائب قائد قوات الدعم السريع في العاصمة البحرينية، سيكون أساسًا لقرارات اجتماع واشنطن المرتقب”.
ويأتي اجتماع واشنطن المرتقب امتدادًا لاجتماع سفراء دول الرباعية الذي عقد في يونيو الماضي بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وسط توقعات بأن يسفر اللقاء عن صيغة توافقية تفتح الطريق أمام حل سياسي شامل للأزمة في السودان.
اتصالات مباشرة
من جهته قال الأمين العام المكلف لحزب المؤتمر الشعبي، د. محمد بدر الدين، إن الولايات المتحدة بدأت بالفعل في إجراء اتصالات مباشرة مع طرفي النزاع في السودان، مشيرًا إلى زيارة متوقعة لمسعد بولس، مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى بورتسودان قبل موعد انعقاد الاجتماع.
وأوضح بدر الدين في تصريح لـ”دروب”، أن العقبات التي كانت تعرقل انعقاد اللقاء – وعلى رأسها إصرار القاهرة على مشاركة الجيش السوداني، تم تجاوزها بعدما ما رفضها سفراء الرباعية.
وأعرب بدر الدين عن تفاؤله بالاجتماع المرتقب، رغم التحديات المحيطة به، قائلاً: “أتوقع أن تصدر عن الاجتماع قرارات إيجابية، على رأسها إلزام طرفي الحرب بوقف إطلاق النار وتسهيل العمل الإنساني”.
وحول إمكانية رفض الأطراف السودانية لمخرجات اجتماع واشنطن قال بدرالدين: “لا توجد مؤشرات واضحة على رفض أي من الطرفين، باستثناء بعض المجموعات التي تحاول ثني الجيش عن المشاركة في المنبر الأمريكي، لكن هذه تمثل الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام، أو على الأقل لوقف النار قريبًا”.
من جهته أشار وجدي صالح، القيادي في حزب البعث العربي، إلى أن دول الرباعية من المتوقع أن تقدم محفزات حقيقية لوقف إطلاق النار والمساهمة في جهود إعادة الإعمار.
وأضاف في تصريح لـ”دروب” أن “ما يميز هذا الاجتماع عن غيره هو امتلاك دول الرباعية للأدوات والآليات اللازمة لتنفيذ قراراتها على أرض الواقع”.
وأشار صالح إلى التحديات التي قد تواجه الاجتماع على رأسها “صعوبة إلزام طرفي النزاع بالقرارات، خاصة في ظل الرفض المستمر من بعض الجماعات المعروفة لكل المبادرات السابقة” وفق قوله.
وذكر أن أبرز العقبات التي قد تعترض طريق الاجتماع هو تضارب مصالح مكوناته، إلا أنه يرى أن المجتمعين لن يغفلوا معالجة هذه التناقضات، وأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق يُرضي جميع الأطراف.
وحذر وجدي صالح من أن فشل اجتماع واشنطن سيؤدي إلى اتساع رقعة الحرب وتعدد أشكالها، مما قد يقود إلى واقع أكثر خطورة، يهدد وحدة البلاد ومستقبلها، حسب قوله.