أصدقاء دروب

السودان على مفترق طرق: لماذا يجب أن يتنحى البرهان؟

عزيز الدودو

تزداد الأزمة السودانية تعقيدًا يومًا بعد يوم، والحرب التي أنهكت البلاد لأكثر من عام لم تُظهر أي بوادر للحل. في خضم هذا الصراع، يبرز سؤال ملحّ: هل يمكن تحقيق السلام طالما بقي الفريق أول عبد الفتاح البرهان على رأس السلطة؟

الكثيرون يرون أن البرهان أصبح عقبةً أمام أي حل سلمي. استمراره في الحكم لا يزيد الأزمة إلا اشتعالًا، ويُبقي الباب مفتوحًا لقوى خارجية تسعى لاستغلال الوضع، وأبرزها إيران. التغلغل الإيراني في السودان ليس مجرد تخوّف، بل حقيقة بدأت ملامحها تظهر، وهو ما يهدد ليس فقط استقرار السودان، بل توازن القوى في المنطقة بأكملها.

الخطر الإيراني لا يقتصر على دعم مليشيات أو نشر أسلحة، بل يمتد إلى محاولة طمس الهوية السودانية وتحويل البلاد إلى ساحة صراع بالوكالة. هذا التدخل لن يتوقف طالما وجد فراغًا سياسيًا وضعفًا في الحكم، وهو بالضبط ما يُطيل بقاء البرهان في السلطة.

لكن هناك أمل. تنحّي البرهان قد يُعيد الأمل في حل سلمي، ويُفسح المجال لقادة جدد يعيدون السودان إلى مسار الحوار والمصالحة الوطنية. الخطوة الأولى لإنقاذ السودان تبدأ بإبعاد من يُعتبرون عوائق أمام السلام، والبرهان اليوم هو أبرزهم.

السودان وطن غالٍ، ولا ينبغي أن يكون رهينةً لمصالح فرد أو أجندات خارجية. حان الوقت لاتخاذ قرار شجاع: البرهان يجب أن يترك السلطة، ليس فقط لوقف نزيف الحرب، بل لقطع الطريق على أي تدخل إيراني يُهدد مستقبل البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى