أخبارأصدقاء دروب

التناقض في إنتقاد تحالف تأسيس وتناسي جرائم البرهان

عزيز الدودو

البلابسة لم يجدوا مدخلاً لانتقاد تحالف تأسيس، فاتجهوا للحديث عن حميدتي كرئيس للتحالف باتهامه بالانتهاكات حسب ادعاءاتهم، في تناقض واضح؛ فهم يدعمون الجيش والبرهان قائداً له ورئيساً لمجلس السيادة، رغم كل الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها. فالبرهان هو المؤسس الحقيقي للمليشيات، ولا يزال يواصل سياسة التمليش وصناعة الانقسامات العرقية والجهوية دون أي احترام لموقعه الاعتباري كرئيس للدولة. ومن واجبه حماية جميع مكونات الشعب السوداني دون تمييز، لكنه آثر الانحياز لفئات دون أخرى، متحالفاً مع كيانات قبلية ضد أخرى. وهو مسؤول أخلاقياً ووظيفياً عن هذه الانتهاكات، سواء كانت رئاسته شرعية أم انقلابية؛ فالمهم هو مسؤوليته الاعتبارية طالما يسيطر على مؤسسات الدولة، وكان عليه أن يؤدي دوره الوطني بشمولية دون محاباة.

البرهان هو المسؤول الأول عن الدمار الذي حلّ بالسودان، وعن مئات الآلاف من الضحايا والمشردين في دارفور منذ 2003 حتى اليوم. فلا يزال النازحون يعانون من تداعيات القصف الجوي وهجمات المليشيات القبلية التي صنعها البرهان نفسه وزوّدها بالسلاح خلال أزمة دارفور (2003-2012) تحت إشرافه المباشر. وحتى بعد سقوط النظام السابق، واصل سياسة التمليش، وآخرها ما نُشر عن إرسال 50 ألفاً من أبناء الشمال للتدريب في إريتريا بقيادة “الجاكومي”، مما يؤكد نواياه التدميرية.

أما منتقدو تحالف تأسيس في شخص رئيس هيئته القيادية “حميدتي” من أنصار النظام القديم، فيتغاضون عن جرائم البرهان ويشنّعون على حميدتي بانتقائية واضحة. وقد تناسوا عمداً مقولة البرهان المروّعة حين ادعى الربوبية بقوله: “أنا رب الفور”، وهي جريمة كافية وحدها لإدانته، ناهيك عن دوره في جرائم دارفور عندما كان ممثلاً للجيش ومعتمداً لزالنجي ورئيساً للمؤتمر الوطني، حيث جمع كل الصلاحيات. وهو اليوم مطلوب للجنائية الدولية ضمن 52 مسؤولاً متهمين بارتكاب جرائم حرب في دارفور خلال عهد البشير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى