بعد حرائق بورتسودان.. مدن سودانية تعاني ندرة الوقود

بورتسودان 14 مايو 2025 – تشهد مدينة بورتسودان ومدن أخرى شرق وشمال ووسط السودان، أزمة مستفحلة في المشتقات البترولية في أعقاب ضرب خزانات الوقود الاستراتيجية في عدد من المدن.
وكانت طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع شنت خلال الأيام الماضية هجمات متتالية على مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة دمرت على إثرها مستودعات الوقود الرئيسية، كما استهدفت خزانات البترول في مدن كوستي وعطبرة ومروي.
وقال سكان في مدينة أم درمان لـ”دروب” إن جميع محطات الوقود التي عادت إلى الخدمة مؤخرًا خرجت عن الخدمة عدا محطة النيل للبترول، الأمر الذي الازدحام يشتد امامها لأجل الحصول على مشتقات البترول.
وذكر محمد علي، أحد سكان منطقة الثورة شمال أمدرمان، أنه “منذ أكثر من أسبوع يقف في صفوف طويلة للحصول على جالونين بنزين تعينه في نقل البضائع عبر “تكتك” من سوق صابرين إلى أحياء محلية كرري المختلفة”.
العمل بواسطة عربة “التكتك” يدر على محمد علي، دخلا يساعده في توفير احتياجات عائلته، لكنه ظل يهدر وقتا أكبر في صفوف الوقود ما يفقده الكثير من “المشاوير والزبائن”، وفق حديثه لـ “دروب”.
وأشار إلى أنه كان يحصل على الوقود بيسر خلال الأشهر الماضية إذ يمضي بضعة دقائق في محطات الوقود التي عاد الكثير منها للعمل، لكنه يضطر الآن إلى الوقوف لساعات طويلة وأحيانا دون جدوى.
ولفت علي، إلى أن جميع محطات الوقود توقفت عن العمل منذ الضربات التي تعرضت لها مستودعات الوقود الاستراتيجية عند المدخل الجنوبي لمدينة بورتسودان قبل أيام بواسطة طائرات مسيرة، عدا فروع محطة النيل التي تعمل بشكل متقطع وتمتد صفوف طويلة أمامها.
برزت الأزمة في أم درمان والولايات الشمالية والشرقية ووسط البلاد بعد يوم واحد من حرائق مستودعات الوقود الاستراتيجية في بورتسودان نتيجة استهدافها بواسطة طائرات مسيرة.
قال أحمد إبراهيم، أحد النازحين بمدينة بورتسودان، لـ”دروب” إن المدينة تشهد ندرة في الوقود حيث تتراص السيارات في صفوف طويلة أمام محطات الوقود وبعضها تظل حتى اليوم التالي للحصول على البنزين أو الجاز.
وأضاف أن “صفوف المركبات تقف على مد البصر أمام محطات الوقود القليلة التي تعمل”، لافتًا إلى أن قطوعات الكهرباء عمقت من معاناة سكان المدينة.
وكانت طائرات مسيرة استهدفت المحطة التحويلية للكهرباء في مدينة بورتسودان، مما تسبب في انقطاع التيار لأكثر من أسبوع قبل عودته لبعض الأحياء.
وقال سكان إن أزمة الوقود شملت ولايات الشمالية ونهر النيل شمال البلاد، والنيل الأبيض والجزيرة وسنار في الوسط وكسلا والقضارف والبحر الأحمر شرقًا.
وقال مسؤول الإعلام في وزارة الطاقة والنفط، حسبو سعد، إن الوزارة كونت لجنة لحصر الخسائر في جميع المؤسسات والمرافق التي تعرضت للهجوم.
ونفى في تصريح لـ “دروب” وجود اشكالات في امداد مستقات البترول، لافتا إلى أن الأزمة اختفت بعد السيطرة على حريق مستودعات الوقود.
وأضاف أن “وزارة الطاقة والنفط تطمئن المواطنين باستقرار إمداد المشتقات البترولية ووفرتها بكافة محطات الخدمة البترولية”.
كان الدفاع المدني أعلن يوم الأحد الماضي، السيطرة تماما على الحرائق التي اندلعت في المستودعات النفطية الرئيسية ومواقع أخرى في مدينة بورتسودان وذلك بعد حوالي أسبوع من اشتعالها.