إرجاء تنفيذ قرار تعليق نشاط منظمات إنسانية في جنوب كردفان

جنوب كردفان – 25 أبريل 2025 – أرجأت ولاية جنوب كردفان تنفيذ قرارًا بتعليق أنشطة عدد من المنظمات الوطنية والأجنبية العاملة في المجال الإنساني.
وكانت سلطات ولاية جنوب كردفان، علقت يوم الثلاثاء الماضي، أنشطة أكثر من ثلاثين منظمة وطنية، إلى جانب أربع منظمات دولية، بينها المجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة الرؤية العالمية، ومنظمة البحث عن قواسم مشتركة، بناءً على توجيهات اللجنة الأمنية بالولاية، وفقًا لقرار أصدره مفوض العون الإنساني بالولاية، فضل الله عبد القادر أبو كندي.
وقال مفوض العون الإنساني في ولاية جنوب كردفان، فضل الله أبو كندي، لـ”دروب” إن المفوضية أرجأت تنفيذ قرار ايقاف المنظمات لأن به جوانب إجرائية لم تكتمل حتى الآن، وفق قوله.
وأضاف “أوقفنا تنفيذه حتى إشعار آخر وتركنا المنظمات المعنية تواصل في ممارسة أنشطتها وتوزيع المساعدات، وفي حال وجود فجوة ستقوم المنظمات الأخرى بتغطيتها”.
واستبعد أبو كندي حدوث فجوة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، معلناً في الوقت نفسه عن وجود نحو 25 منظمة أجنبية في ولاية جنوب كردفان إلى جانب منظمات وطنية عديدة تعمل على خدمة إنسان الولاية.
مخاوف
من جهة أخرى أبدى متطوعون في جنوب كردفان مخاوفهم من تدهور الأوضاع الإنسانية بسبب قرار السلطات في الولاية القاضي بتعليق أنشطة منظمات انسانية وطنية ودولية دون تقديم مبررات واضحة.
وقال مصدر مطلع لـ”دروب” إن ولاية جنوب كردفان تعيش أسوأ الأوضاع حاليا، وقد تم تهجير الكثير من المواطنين بسبب الحرب جراء تصاعد المواجهات العسكرية مؤخراً، مشيرًا إلى أن المزارعين توقفوا عن الزراعة لعدة سنوات خلت بسبب الحرب ما أوجد الحاجة إلى العون الإنساني بشتى أشكاله، وفق قوله.
واتهم المصدر الذي يعمل متطوعا في إحدى المنظمات الإنسانية، قوات الدعم السريع، بمنع مرور الإعانات والمساعدات، والتعدى عليها أكثر من مرة وتحويلها لمصلحتها الشخصية، ما أفقد المواطن حقه في التمتع بالمساعدات.
وأشار إلى تلك التصرفات دفعت مفوضية العون الإنساني لاتخاذ قرار وقف عمل المنظمات لأن الإعانات التي توجه للولاية لا تصل لمستحقيها بل تتمتع بها قوات الدعم السريع والحركة الشعبية، إضافة لمن وصفهم بـ”لشفشافة” التابعين لـ “لدعم السريع” الذين ينهبون ما يصل للمواطن بقوة السلاح.
واستبعد المصدر وجود بديل مباشر للمنظمات الموقوفة، إذا لم يتم فتح طريق “الأبيض، الدبيبات، الدلنج، كادوقلي” وتنظيفه من كافة العوائق وأهمها “الحركة الشعبية والدعم سريع والشفشافة” بحسب تعبيره.
وأضاف المصدر أن “هناك سبيل واحد لإيصال المساعدات لمواطن مدينة كادوقلي عاصمة جنوب كردفان، هو عبر الطيران عن طريق خط جوي عبر دولة جنوب السودان”.
وكان مرصد حقوقي سوداني حذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في جنوب كردفان جراء قرار السلطات الولائية بتعليق عمل عدد من المنظمات الإنسانية الوطنية والدولية.
وأدان مرصد كردفان لحقوق الإنسان في بيان حصلت عليه “دروب” قرار منع المنظمات الإنسانية من العمل داخل الولاية دون تقديم مبررات واضحة لهذا الإجراء، وأوضح أن القرار يأتي في وقت حرج يعاني فيه سكان المنطقة من أوضاع إنسانية متدهورة ونقص حاد في الغذاء والدواء نتيجة النزاع المستمر منذ منتصف أبريل 2023.
وأضاف البيان أن “تقديم المساعدات الإنسانية يعد حقا أساسيا يجب احترامه وضمانه في جميع الأوقات لا سيما في المناطق التي تعيش أوضاعا طارئة وتحتاج إلى تدخل عاجل”.
واعتبر المرصد تعطيل جهود الإغاثة انتهاكا لحقوق السكان ويزيد من تفاقم معاناتهم، داعيا السلطات إلى التراجع عن القرار وتمكين المنظمات من أداء دورها الإنساني دون قيود.
كما ناشد البيان المجتمع الدولي والجهات الإنسانية المعنية بممارسة الضغوط اللازمة على حكومة الولاية لضمان استئناف الأنشطة الإغاثية وتوفير الدعم العاجل للمتضررين.
وجدد المرصد التزامه بالدفاع عن حقوق الإنسان والعمل على التصدي لكل السياسات والإجراءات التي تضر بحياة المدنيين في إقليم كردفان.