قضية “تغريد”.. 5 طفلات وراء القضبان و”المتهم الرئيسي” طليقا

دروب 24 فبراير 2025 – تحتجز السلطات في ولاية كسلا شرق السودان، منذ يوم الأحد، 5 طفلات من دار الأطفال فاقدي الرعاية الأبوية بمدينة حلفا الجديدة، على خلفية وفاة الطفلة “تغريد” بالدار بعد تعرضها “لضرب مبرح” بواسطة الشرطي المسؤول عن تأمين المدرسة التي يتخذونها كمركز إيواء.
تعود تفاصيل القضية إلى أن الطفلة تغريد (13 عاما) تعرضت للضرب بعصا غليظة في أجزاء متفرقة من جسدها، بواسطة الشرطي المسؤول من تأمين الدار، بعد أن وجدها تتشاجر مع إحدى الطفلات الليلة الماضية، ما أدى إلى حدوث نزيف داخلي تسبب في وفاتها لاحقا، وفق مصادر “دروب” وتقرير طبي.
وكان شهود تحدثوا لـ”دروب” أن الطفلة بعد تعرضتها للضرب من الشرطي المسؤول يوم الجمعة أستلقت على داخل المركز؛ وأبلغت صديقاتها بما حدث معها، قبل أن تفارق الحياة.
اعتراف تحت التعذيب
وعلمت “دروب” من مصادر موثوقة أن أفرادا من إدارة المباحث بقسم شرطة كسلا أجبروا إحدى الطفلات تعاني من اضطرابات نفسية، على تسجيل اعتراف تحت التعذيب في يوميات التحري، يفيد بقتل الطفلة تغريد، في حين تركت الشرطي طليقا على الرغم من أن التقرير الطبي أثبت حدوث الوفاة نتيجة كسر في عنق الرقبة والنخاع الشوكي ونزيف داخلي حاد.
وقال أحد الشهود لـ “دروب” إن الشجار الذي وقع بين الضحية وصديقتها كان عاديا ويحدث بين الفتيات بين الحين والآخر ولا يمكن أن يؤدي إلى كسر في الرقبة أو النخاع الشوكي.
وأضاف “من الواضح أن الشرطة تسعى لتبرئة منسوبها الذي ارتكب الجريمة وتحميل الفتيات وزر فعلته”، مشيرا إلى وجود شهود كانوا حضورا أثناء المشكلة حيث شاهدوا الشرطي كيف كان يضرب المجني عليها بعنف مفرط، وفق قوله.
من جهته وجه وزير التنمية الاجتماعية بولاية كسلا، عمر عثمان، جهات الاختصاص على مستوى الشرطة والأمن ونيابة الطفل والطب الشرعي، بتولي الاجراءات القانونية الجنائية “ليأخذ القانون مجراه” حسب تقرير الطبيب الشرعي وتوجيه نيابة الطفل المختصة بافصاحها الجنائي لتحديد البينة ثم اصدار العقوبة المقررة على الجاني.
فيما قال الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة، عبد القادر عبد الله، في بيان يوم الاثنين، إن الأطفال فاقدي السند تحت رقابة المجلس ووزارة التنمية الاجتماعية الاتحادية والقوات النظامية والشركاء الوطنيين والدوليين، ويوفرون لهم كل سبل الحماية والرعاية، حيث خصصت لهم كل أسباب الوقاية اللازمة، خصوصا بعد مواجهتهم شبح الحرب.
ويعيش الأطفال فاقدي السند في بيئة قاسية، بعد أن جرى توزيعهم على مركزا للإيواء بمدينة حلفا الجديدة يفتقر لأدنى مقومات الحياة، عقب وصولهم من مدينة ود مدني شرقي البلاد، في أعقاب اجتياحها بواسطة قوات الدعم السريع في ديسمبر كانون الأول من العام 2023.
وكانت وزارة التنمية الاجتماعية المسؤول المباشر من الأطفال فاقدي السند، أشرفت على نقلهم من مقر اقامتهم بالعاصمة الخرطوم إلى مدينة ود مدني بعد أيام قليلة من نشوب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في ممنتصف أبريل نيسان 2023، بسبب وجودهم في مرمى النيران.