بنك الخرطوم يجمد حسابات مصرفية لمواطنين في مناطق سيطرة “الدعم السريع”

دروب 21 فبراير 2025 – تفاجأ تجار ومواطنون يقيمون في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم وضاحية شرق النيل، شرقي العاصمة السودانية، بتجميد حساباتهم المصرفية، وأصبحوا غير قادرين على الوصول إلى ودائعهم المصرفية في بنك الخرطوم من خلال التطبيق المصرفي الإلكتروني “بنكك”.
وتسبب التجميد في شلل واسع في حياة السكان العالقين وسط الحرب في جنوب وشرق الخرطوم، الذين يعتمدون في معاشهم بشكل أساسي على المساعدات التي يتلقونها من أقاربهم ومعارفهم في الخارج عبر تطبيق بنكك.
وقال صاحب محل تجاري يعمل في استبدال الأموال في سوق 6 بالحاج يوسف شرق الخرطوم لـ”دروب” إنه منذ ثلاثة أيام غير قادر على الوصول إلى أمواله من خلال تطبيق بنكك، وقد توقف عمله بصورة كاملة، كما أنه لا يملك أي أموال نقدية تمكنه من شراء وجبة طعام.
ويضيف “لا نحتفظ بالأوراق النقدية؛ لأنها عرضة للنهب، وأنا الآن في حيرة كبيرة، حيث يفتح تطبيق بنكك، لكنه لا يحول الأموال ولا يستقبلها، ويعطي شاشة حمراء مكتوباً عليها فشل، ورقم 225، وقد حصل ذلك مع عشرات التجار من حولي”.
المصرف لا يرد
وبحسب التاجر الذي طلب عدم ذكر اسمه لدواعي أمنية، أن القليل من الحسابات المصرفية تعمل من خلال تطبيق بنكك، لكن أصحابها متخوفون، ويبحثون طريقة للتصرف في ودائعهم المصرفية.
وشدد أنه حاول التواصل مع بنك الخرطوم من خلال تطبيق واتساب؛ لأن الاتصالات الخلوية مقطوعة، لكن المصرف لا يرد مطلقاً على الرسائل، وقد فعل آخرون مثلي، ولم يحصلوا على أي رد.
وفي نوفمبر الماضي، أصدر بنك السودان المركزي الذي يسيطر عليه الجيش، قراراً بتجميد الحسابات الخاصة بقوات الدعم السريع والشركات التابعة لها في جميع المصارف السودانية، بالإضافة إلى تجميد حسابات القادة وأفراد قوات الدعم السريع.
وطلب البنك المركزي من المصارف تقديم تقارير يومية تتضمن الأسماء والمستندات الخاصة بالأشخاص المرتبطين بقوات الدعم السريع، وذلك عبر البريد إلكترونياً محدد لضمان تنفيذ القرار بشكل فعال.
نطاق جغرافي
وقال مصدر مقرب من قوات الدعم السريع لـ”دروب” إنه “من الواضح تم تنفيذ قرار التجميد على النطاق الجغرافي لسيطرة قوات الدعم السريع في جنوب وشرق الخرطوم، ولم يطبق على منسوبي الدعم السريع بصفة فردية، لأنه شمل مواطنين وتجار بسطاء لا صلة لهم بالدعم السريع”.
وأفاد أن التجار تضرروا بصورة كبيرة؛ لأن جميع مدخراتهم من عملهم البسيط محتفظون بها في حساباتهم المصرفية، ويديرونها عن طريق تطبيق بنكك.
وأغلقت المصارف في جميع مناطق سيطرة قوات الدعم السريع في الخرطوم ودارفور وكردفان منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل من العام 2023م، وما يزال السكان هناك يتعاملون بالأوراق النقدية القديمة، والتي تُغُيِّرَت في مناطق سيطرة الجيش في شمال وشرق البلاد.
ونقل مواطن من جنوب الخرطوم لـ”دروب” معاناة كبيرة يعيشها السكان العالقون، حيث يرفض التجار استلام التحاويل المصرفية عبر تطبيق بنكك خشية إغلاق حساباتهم المصرفية، مما أثر في مساعيهم في الحصول على الغذاء والمواد التموينية.
وقال “نعاني كذلك من تفلت أمني واعتداءات مستمرة من مسلحي قوات الدعم السريع وأعمال نهب كبيرة، نعيش مأساة كبيرة، ولا نملك أي خيار للفرار من منازلنا التي ظللنا بها على مدار عامين”.