تقارير

غضب شعبي إثر استهزاء “كتيبة البراء” بالثورة السودانية

تقرير: دروب

تصاعدت موجة الغضب في السودان إثر استهزاء مجموعة من مقاتلي كتيبة البراء بن مالك المتحالفة مع الجيش السوداني، بالثورة الشعبية التي أطاحت نظام الرئيس السابق عمر البشير.

وكانت مجموعة من مقاتلي كتيبة البراء التابعة للحركة الإسلامية المتحالفة مع الجيش السوداني، قد ظهروا أمام جداريات لضحايا الثورة الشعبية الذين سقطوا برصاص أمن البشير، وهم يسخرون من الثورة ومطالبها في الحرية والسلام والعدالة والحكم المدني الديمقراطي.

وكان السودانيون قد خرجوا في ثورة شعبية ضد نظام الرئيس السابق عمر البشير الذي سقط في 19 أبريل 2019 حينما انحاز المكون العسكري للمتظاهرين يومها، بيد أن مطالب الشعب لم تتحقق حينما قطع العسكريون الطريق امام الحكومة المدنية وانقلبوا على رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، في 21 أكتوبر 2021.

ولاحقا عاد أنصار نظام البشير إلى المشهد السياسي، وبعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل 2023، انخرطوا في القتال مع الجيش، وأسسوا عدد من الكتائب الجهادية على رأسها “البراء بن مالك” التي ظلت تصريحاتها تتركز ضد الثورة والثوار الذين خرجوا على نظامهم قبل خمسة سنوات.

جهالة وضلال

وفجرّ استهتار كتيبة البراء بن مالك بالثورة السودانية، غضب لجان المقاومة وهي التنظيمات الشبابية التي قادت الاحتجاجات حتى سقوط البشير، ومن ثم واصلت تنظيم صفوفها حتى بعد سقوط النظام وشكلت وسائل ضغط على المكون العسكري للإيفاء بالتزاماته في نقل السلطة إلى المدنيين.

وقالت تنسيقية لجان مقاومة الكلاكلات وجنوب الخرطوم، في بيان “طالعنا إستهزاء أفراد كتائب البراء بن مالك بثورة ديسمبر المجيدة ورموزها وهي ليست المرة الأولى التي تتنطع فيها قوى الثورة المضادة باستعداء الثورة والثوار”.

وأضافت أن “الاستهزاء ينم عن جهالة وضلال المليشيا الإسلامية بالثورة والثوار، فديسمبر غير قابلة للهزيمة رغم ما يحاك ضدها من مؤامرات ومهما اتفق اعدائها او اختلفوا ستظل شعلتها متقدة وسوف تصل لغاياتها”.

من جهتها قالت تنسيقية لجان مقاومة كرري، في بيان “لقد تابعنا بأسف وغضب بالغين أفراد من لواء البراء بن مالك التابعة لأبناء الحركة الإسلامية، بلغوا في الحديث حتى مرحلة الاستهزاءً بثورة ديسمبر المجيدة”.

وأضاف البيان أن “الثورة يا من تجرأ على الاستخفاف بها، أكبر من أن يمسها نكرة هنا أو هناك، إنها إرادة شعب اختار كسر قيود الاستبداد، وواجه كل أدوات القمع”.

الثورة مستمرة

من جهته أكد القيادي بتنسيقية القوى المدينة الديمقراطية “تقدم” خالد عمر يوسف، أن الثورة ستظل مستمرة ولن تجهضها هذه الحرب الإجرامية التي لا يمكن اخفاء طبيعتها وأهدافها بغربال، مبينا أن حقيقة الحرب وغاياتها ساطعة، ومعلوم من يتكسب منها على دماء الناس وأشلاء البلاد، وفق قوله.

وأضاف على منصة “إكس” أن “قوى الثورة حية لم ولن تنكسر، وستواصل مسيرتها لوقف الحرب ومعالجة آثارها الإنسانية وإحلال السلام في كل ربوع البلاد واستكمال مسيرة ديسمبر التي لن تتوقف”.

وفعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم “ديسمبر باقية وستنتصر”، عبروا خلاله عن غضبهم من استهزاء مليشيا البراء بن مالك، بقيم الثورة الشعبية، ورأى البعض أن تصرف حلفاء الجيش يكشف الهدف الحقيقي للحرب، وهو القضاء على الثورة.

وقال الشافي فضل، على منصة “إكس” إن “ثورة ديسمبر كالبركان الثائر ينفث حمما في صدور الثوار والأحرار والشرفاء من أبناء و بنات الشعب السوداني، ديسمبر المطالب والمبادئ والمدنية، ودولة المؤسسات والقانون و الدستور”.

من جهته نشر يوسف النعمة على صفحته بمنصة “إكس” مقطع فيديو المجموعة التي سخرت من الثورة الشعبية ومطالبها، وعلق بقوله: “متى يفهم الكيزان المجرمين ومليشياتهم القديمة والجديدة، أنهم بجرائمهم المستمرة، لن يُفلحوا أبداً في إخماد ثورة ديسمبر المجيدة، التي ضحى لأجل هدافها أخيار من الشهيدات والشهداء”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى