أصدقاء دروب

الوزير المواطن الإعيسر!!

سيف الدولة حمدناالله

لم يصحب قرار حجب صفة الناطق  الرسمي بإسم الحكومة عن وزير الإعلام الإعيسر أي تفسير يوضح الأسباب، ولكنها جلية وواضحة، فقد خشيت جهة عليا غير صديقه رئيس الوزراء أن تأتي الحكومة “كبوة” من وراء إندفاع الرجل في الأفعال والأقوال على النحو الذي حدث في فترة تعيينه  بما يسمى بالتكليف التي سبقت تثبيته في المنصب

بطبيعة الحال، الاعيسر لا يملك مثل جبريل ومناوي الأدوات التي يمكنه من خلالها فرض رأيه أو الإعتراض على هذا القرار الذي يجعله “حرفيا” وفق التعبير الشائع بين الشباب هذه الأيام وزير بلا وزارة، ذلك أنه وبرغم ان وزارته ذات قوة ثلاثية – ثقافة وإعلام وسياحة – الا أن وظائفها بخلاف النطق بإسم الحكومة مغلقة تمامآ بسبب الحرب، فلا توجد سياحة ولا سائحين خلال فترة تولي الاعيسر للوزارة، كما لا توجد مسارح وفنون شعبية ومتاحف وندوات ثقافية لترعاها وزارته خلال نفس الفترة، ولا توجد إذاعة أو تلفزيون لهما متابعين، ولا أعتقد أن هناك جنيه واحد يمكن رصده ميزانية لمثل هذه الأنشطة في هذه الظروف.

الاعيسر بطبيعته رجل حربي ومصادم ولا يرضى بالاستسلام، حتى أن مريديه بسبب هذه الصفات يسمونه “السوخوي”، فقد إستطاع بهذه المهارة إيجاد الوسيلة، وهي في حقيقتها حيلة، التي تمكنه من ممارسة عمله الرسمي كوزير من المساطب الشعبية، فهو يقوم بتذييل تصريحاته بصفة “المواطن” التي ترفع عنه سلطان رئيس الوزراء او قائد الجيش، خاصة وأن الاعيسر لا يقبض من حكومتهم ماهية بعد أن اعلن عن تبرعه بها لصالح الجرحى وعوائل الشهداء.

الصائب، أن الحكومة الحالية لا تحتاج لوزير يحكي بإسمها، فالدنيا حرب وهناك عشرات اللواءات والفرقاء اوائل المتقاعدين الذين يباشرون هذه المهمة كل يوم بصفة خبراء استراتيجيين على القنوات الفضائية، وأحوال الناس والمعيشة تحكي عن نفسها، أما الموقف في ميادين القتال فهو يصل للناس في منازلهم على مقاطع بالصورة

والصوت عبر الوسائط التقنية،

فكل الناس مواطنون مثلهم مثل الإعيسر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى