بوادر صراع بين حلفاء الجيش السوداني حول حكومة كامل ادريس

بورتسودان 22 يونيو 2025 – برزت إلى السطح بوادر صراع بين بعض حلفاء الجيش السوداني حول أنصبتهم في السلطة ضمن الحكومة المرتقب تشكيلها برئاسة رئيس الوزراء المُعّين كامل ادريس.
ويتصدر الصراع حول أنصبة الحكم حركتي تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، والعدل المساواة بقيادة جبريل إبراهيم، اللتان تتمسكان بحصتهما التي حصلا عليها نتيجة اتفاق جوبا الموقع في أكتوبر 2020، وحافظا عليها بعد انقلاب المكون العسكري على الحكومة الانتقالية في أكتوبر 2021، وبعد الحرب المستمرة منذ ابريل 2023.
وفي هذا السياق هدد مناوي بنشر “ما لا يمكن تناوله في الاعلام” وفق قوله، وذلك ردًا على تسريبات صحفية كشفت جانباً من الصراع المحتدم حول السلطة في حكومة كامل ادريس المقبلة.
وقال مناوي في تدوينة على منصة “إكس”: “في هذه الأيام تضاعفت حكاية تسريب اجتماعات وتوجيه الأقلام والألّسنة المقززة بعد تزوير المحاضر واخراجها من المضامين، لغرض اغتيال البعض”.
وتابع “هذه الصفة الجبانة يجب ألا تكون سلوك الحكام. ومن أراد احراق المراكب ظاناً انه قد عبر، يخدع نفسه ويضحك على الشعب. هذا الأسلوب يدفعنا الى ان نتناول في الإعلام ما لا يمكن تناوله”.
وجاء حديث مناوي رداً على تسريب نشرته الصحفية رشان أوشي، حول ما دار في اجتماع عقده رئيس الوزراء كامل ادريس، بأطراف اتفاق “جوبا”، بهدف التشاور حول انصبة السلطة.
وحسب التسريب فإن مني اركو مناوي، غادر الاجتماع بصورة مفاجئة قبل بدء المداولات وحضور رئيس الوزراء.
وخلال الاجتماع أبلغ قياديان في حركتي “مناوي وجبريل إبراهيم” تمسك حركاتهما بحصتها في السلطة التي حصلت عليها عقب توقيع اتفاق جوبا، كما اعتراضا على حل الحكومة دون التشاور مع وزراء “اتفاق جوبا”، مشيراً إلى احتفاظ الحركات بحصتها في السلطة بعد الانقلاب على حكومة حمدوك في 25 أكتوبر 2021.
وكان رئيس الوزراء المعين كامل إدريس قد حلّ الحكومة في مطلع يونيو الجاري، بمن فيهم وزراء الحركات المسلحة الذين غادروا منصابهم لأول مرة منذ نحو خمس سنوات.
وقبل يومين أعلن كامل إدريس أنه بصدد تشكيل حكومة من كفاءات بدون محاصصة، طالباً من الكفاءات الوطنيه رفده بسيرهم الذاتية عبر “قنوات تواصل يتم تحديدها لاحقاً” تمهيدًا لاختيار الوزراء من بينهم بواسطة لجنة مختصة.
وحسب التسريبات الصحفية فإن انسحاب القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة من منطقة المثلث الحدودي على ليبيا ومصر وقاعدة كرب التوم بالولاية الشمالية، كان في سياق الصراع على السلطة.
وقد استفسر قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، قادة الحركات عن أسباب انسحابهم من منطقتي “المثلث” و”كرب التوم”، فابلغوه بأنهم “يرغبون في حسم ملف الحقائب الوزارية اولاً، ومن ثم التحدث حول قضايا الميدان”، وفق ما نشرته الصحفية رشان أوشي.
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت في العاشر من يونيو الجاري عن سيطرتها على منطقة المثلث الحدودي الاستراتيجية، التي تُشكّل نقطة التقاء محورية بين السودان وليبيا ومصر.
ولاحقاً أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها أيضاً على منطقة “كرب التوم” القريبة من المثلث بعد انسحاب القوة المشتركة التي كانت تتمركز بها.