محاولة البرهان الفاشلة: تودد إنقلابي للإمارات خلف الكواليس رغم العداء المعلن

عزيز الدودو
في المشهد السوداني المضطرب، تكشف قيادة الإنقلاب عن إزدواجية مذهلة؛ فبينما تطلق تصريحات عدائية علنية ضد الإمارات، تسعى خلف الكواليس إلى كسب ودها ودعمها. لكن هذه المحاولات محكوم عليها بالفشل الذريع، لأن الإمارات ليست دولة يمكن خداعها بمناورات الإنقلابيين، ولا هي من يغفل عن طبيعة التحالفات الأيديولوجية التي تقف خلف سلطة البرهان الإنقلابية.
موقف الإمارات واضح وصريح: لا تعترف بشرعية السلطة الإنقلابية في بورسودان ، ولا تهادن جماعات الإسلام السياسي التي تشكل العمود الفقري لنظام البرهان.
فكيف يمكن للبرهان أن ينفصل عن حاضنته الإخوانية وهو يعتمد عليها في البقاء؟
وكيف تتخلى الإمارات عن مبدأها الراسخ في مواجهة تنظيم الإخوان المسلمين، الذي تعتبره تهديدًا للأمن القومي العربي؟
الإمارات ليست مجرد دولة عادية، بل هي نموذج للإستقرار والتسامح والتعايش، تحظى باحترام الشعوب العربية التي ترى فيها رمزًا للخير والعطاء.
بينما يعاني السودان من ويلات الحرب والدمار، تظل الإمارات شريكًا إنسانيًا حقيقيًا، تقدم المساعدات وتفتح أبوابها للسودانيين، على عكس “جارة السوء” التي أغلقت حدودها في وجوه الهاربين من الموت، وفرضت عليهم إجراءات مهينة باهظة الثمن.
لا يمكن مقارنة الموقف الإماراتي النبيل بموقف جارة السوء التي تحتل جزءاً عزيزاً من أرضنا، وظلت عبر التاريخ بوابة للغزاة والمستعمرين، من الأتراك إلى البريطانيين، واليوم تتحالف مع الإنقلابيين لتدمير السودان. هي نفسها التي زودت الجيش بالسلاح لسحق الثورة، ثم تخلت عن المواطنيين السودانيين حين لجأوا إليها طلبًا للأمان. أما الإمارات، فظلت تمد يد العون دون مقابل، سواء عبر المساعدات الإغاثية أو تسهيلات الإقامة التي أنقذت آلاف السودانيين من براثن المعاناة.
العداء الذي يروج له الإخوان المسلمين ضد الإمارات ليس سوى حرب بالوكالة، انتقامًا من موقفها الثابت ضد جماعات الإسلام السياسي. فهم يريدون تحويل الصراع إلى معركة زائفة، بينما الحقيقة أن الإمارات وقفت مع الشعب السوداني، بينما وقف الانقلابيون وأعوانهم مع الدمار.
في النهاية، لن تنخدع الإمارات بمسرحية التودد الكاذب، ولن ينجح البرهان في تغيير الحقائق. فالشعب السوداني يدرك جيدًا من هو الصديق الحقيقي، ومن هو العدو الذي يتخفى وراء الشعارات الزائفة. التحية للإمارات، حكومةً وشعبًا، على وقفتهم الإنسانية، وموقفهم السياسي الشجاع.
أما الانقلابيون وأسيادهم، فمصيرهم إلى مزبلة التاريخ.