تضليل إعلامي وهزائم متكررة: قراءة في معارك النهود والخوي

عزيز الدودو
مرة أخرى، يطل علينا “البلابسة” دعاة الحرب ببث سمومهم الإعلامية، محاولين تجميل صورة قاتمة للواقع الميداني. فبعد أيام قليلة من ترويجهم لأخبار كاذبة عن “انتصارات” وهمية للجيش في محاولته الفاشلة لاستعادة النهود، والتي انتهت بهزيمة مُرة وخسائر فادحة، يعودون اليوم ليكرروا نفس السيناريو المؤسف في معركة الخوي.
ففي الوقت الذي تتناقل فيه قنوات فضائية مثل “العربية” و”الحدث” أنباء عن مقتل ٨٠٠ فرد من قوات الدعم السريع في الخوي، يكشف الواقع على الأرض زيف هذه الادعاءات. لم يحقق الجيش والقوة المشتركة أي نصر يُذكر في هذه المعركة، بل على العكس تمامًا، فقد سُحقوا تمامًا على يد قوات الدعم السريع التي تمكنت من دكّ صفوفهم وبث الرعب في قلوبهم حوالي الساعة الثامنة مساءً، لتعلن الخوي بعدها مدينة خالية من مليشيات البرهان والقوة المشتركة.
إن هذا التضليل الإعلامي الممنهج ليس جديدًا على إعلام القوة المشتركة، فقد سبق لهم أن مارسوا نفس الأساليب في معركة أم كدادة. الجميع يتذكر الهزيمة الساحقة التي مُنيت بها القوة المشتركة هناك، ومع ذلك، استمر إعلامهم في ترويج الأكاذيب وتزييف الحقائق، تمامًا كما يحدث اليوم في معركة الخوي التي انتهت بانتصار حاسم لقوات الدعم السريع على مليشيات البرهان والقوة المشتركة ومليشيات الحركة الإسلامية الإرهابية.
ولعل ما يثير الاستغراب والاستياء هو موقف مني أركو مناوي، الذي أبى إلا أن يكابر ويعلن عن “انتصار مزعوم” لقواته في الخوي، بل وتجاهل ذكر الجيش تمامًا، وكأن القوة المشتركة تقاتل وحدها في الميدان. والأدهى من ذلك، أنه سبق له أن ادعى انتصار قواته في معركة النهود، محتكرًا “النصر” لقواته ومتجاهلًا دور جميع القوات الأخرى الموجودة في الميدان، بما في ذلك الجيش. أليس هذا سلوكًا غريبًا ومثيرًا للتساؤلات؟
في المقابل، تؤكد الحقائق على الأرض تحقيق قوات الدعم السريع لنصر ساحق في محور الخوي اليوم، حيث تمكنت من استدراج مليشيات البرهان وبقايا ما يُعرف بـ “متحرك الصياد” إلى كمين مُحكم، أسفر عن إبادتهم والقضاء عليهم تمامًا في الخوي. كما تم القبض على عدد من الأسرى، بينهم رتب عسكرية كبيرة، وتتردد أنباء عن مقتل المفتش العام للقوة المشتركة والسائق الخاص لمني أركو مناوي، والذي يُقال إنه ضابط سابق بالحرس التشادي برتبة نقيب.
ختامًا، لا يسعنا إلا أن نؤكد على أن محاولات التضليل الإعلامي لن تُجدي نفعًا في طمس الحقائق على الأرض. فالهزائم المتكررة التي تتكبدها مليشيات البرهان والقوة المشتركة تتحدث عن نفسها بصوت عالٍ، وتكشف زيف الادعاءات والانتصارات الوهمية التي يروج لها دعاة الحرب. يبقى الأمل معقودًا على صوت العقل والحكمة لإيقاف هذه الحرب العبثية وحقن دماء الأبرياء.